منحة النور ونفحة الروح “الكتاب المكنون”

نبذة عن كتاب منحة النور ونفحة الروح “الكتاب المكنون”

راجعت نفسى إلى ما كتبه نوابغ المفسرين، فبدأت بالعلامة (فخر الدين الرازى)، والحق أنه أوسع إخوانه أفقا، وأدقهم تفريعاً واستنباطاً. على أنى كنت أطمع فى استجلاء معانى الكثير من الآيات التى لها شأن، أى شأن فى عالم الأسرار فى النبات والحيوان والجماد، ولكن الشيخ – على وسعه أفقه – لم تسنح له خاطرة فيما كنت أتوق إليه، فأندفعت بعده – رحمه الله إلى تأويل “النسفى” المسمى “مدارك التنزيل” فحمدت للرجل ما أبلى فى ميدان النحو والرواية، وما أحكم – مثل سابقة رضى الله عنهما – من الإصابة، ولكنى لم أظفر بما كنت أصبو إليه، فوجدت بعد ذلك تفاسير “ابن كثير” و”الكشاف للزمخشرى” و”روح المعانى للألوسى” و”الفواتح والمفاتيح للنخجوانى” إلى “الخازن” و”الجمل” و”البيضاوى” وسواهم، وخرجت من كل ذلك بحكم صادق على ما حشيت به هذه الكتب، وعلى رأسها كتاب “الجلالين” من الدسيس الإسرائيلى والخرافات والترهات الركيكة، وقد أشرنا فى هذا الكتاب – بين أيديكم – إلى بعض ما وجدنا فى تلك الكتب من الأوهام والتخرصات. وبات لزاماً علينا أن نصدع بأمر الحق – جل شأنه – وبقدر طاقتنا، لندفع عن كتاب الله تعالى مفتريات أعدائه، ونعمل على تحقيق أنبائه، بعد دراسات واسعة المدى فى نور التاريخ وعلوم الحفريات ودراسة المواقع والمواضعن التى كانت تجرى عليها الحركات الرسالية من نوح إلى محمد عليهما الصلاة والسلام.
ومن أجل ذلك قدمنا هذا الكتاب بين يدى جزئه الثانى، استمرار لدعوة الحق ونوراً به لليوم العظيم، (والله يدعوا إلى دار السلم ويهدى من يشاء إلى صراط مستقيم).