ملقى السبيل ” في مذهب النشوء والارتقاء وأثره في الانقلاب الفكري الحديث “

نبذة عن كتاب ملقى السبيل ” في مذهب النشوء والارتقاء وأثره في الانقلاب الفكري الحديث “

أتقدم بهذا الكتاب “ملقى السبيل” إلى قراء العربية بعد أن قضيت ما ينيف عن عشر سنوات مكباً كل الإكباب على دراسة مذهب العلامة “داروين” في النشر والارتقاء، ترجمت خلالها كتابه “أصل الأنواع” وطالعت زبدة المؤلفات التي كتبها، والتي كتبها غيره من جهابذة علماء القرن الماضي مثل هيكل ووولاس وشميت وبرون ونايجيلي وهكسلي في أصل الأنواع وأصل الإنسان، والأساتذة أرثر طمسون وجوهانسن وويزمان ومندل في الوراثة، وخرجت من مجمل ذلك بمذكرات وتعليقات، إن أردت أن أخرجها في كتاب لأتمت صفحاته بضعة آلااف صفحة، لذلك آثرت أن أخرج ما جمعت موزعاً على عدة كتب أبدأ منها بهذا الكتاب، وسوف أنشر بقيتها في كتب خاصة، كما أني أثرت أن أخص كتاب أصل الأنواع بتعليقات من التراجم والمصطلحات وشرح أوصاف النباتات والحيوانات والحفريات والمواقع الجغرافية مع البيان عن كثير من مشكلات التاريخ الطبيعي التي عرض ذكرها في ذلك الكتاب القيم.
وأحطت في هذا الكتاب بنقد رجلين من رجال القرن الماضي، هما دكتور شميل، والسيد جمال الدين الأفغاني، لما كان لأولهما من الأثر في نشر المذهب الدارويني مشيعاً بالرأي المادي، ولما كان لثانيهما من الأثر في العمل على نقض المذهب، قضاء لمعتقده من أن نشر هذا المذهب قد يفسد من من طبعة الشرقيين وتقاليدهم أكثر مما ينفعهم، نقدت دكتور شميل لأنه أتخذ مذهب النشوء منسوباً إلى “داروين” ذريعة لإثبات المذهب المادي الذي أعتنقه، وأسهمت في نقد رسالة “الدهريين” التي كتبها السيد الأفغاني إسهاباً كانت بغيتي فيه شرح الأصول العلمية التي ترتكز عليها فكرة النشوء أكثر من تعمدي النقد لذاته، ذلك لما في تلك الرسالة من يعد عن محجة التحقيق، وتخبط في شرح الحقائق الطبيعية والمذاهب الفلسفية.