نبذة عن كتاب مقومات الأمن الاجتماعى فى الإسلام
(وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه) إن مراد الله من هذه الآية هو أن يقول للناس، إن الأموال التي في أيديكم إنما هي أموال الله، بخلقه وإنشائه لها، وإنما مؤلكم إياها، وخولكم الاستمتاع بها، وجعلكم خلفاء في التصرف فيها، فليست هي أموالكم في الحقيقة، وما أنتم فيها إلا بمنزلة الوكلاء والنواب.
وعن هذا المعنى – وعن هذه الفلسفة حدث ويحدث انحراف الحضارات المادية، تلك التي جعلت الإنسان “سيد الكون” ذا الحرية المطلقة – بدلاً من جعله خليفة سيد الكون – سبحانه وتعالى – ومن ثم أطلقت – هذه الحضارات المادية – العنان لحرية التملك في الثروات والأموال – فرداً في الليبرالية الرأسمالية – وطبقة في الشمولية الشيوعية.
ويبين هذين الانحرافين، تقف فلسفة الإسلام ووسطيته الجامعة، كما تمثلت في نظرية الاستخلاف، التي يقوم عليها النظام الاجتماعي، والعدل الاجتماعي، والأمن الاجتماعي في الإسلام، ولأن هذا العدل – وهذا الأمن هو طوق نجاة الإنسانية من التوحش الرأسمالي، كانت هذه الدراسة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.