نبذة عن كتاب مقدمة فى علم الحوار الإسلامى
إذا كنا حالياً- على المستوى العربي- نحاول إعادة صياغة تاريخ العلم العربي الإسلامي في عصور إزدهاره كثروة معرفية قومية يمكن أن تدفع بالأمة إلى الأمام، فغن جعبة العلوم العربية الإسلامية مازالت تحوى علوماً “منسية”، تنتظر من يكشف عنها من الباحثين المعاصرين. وبصفتى باحثاً في تاريخ العلم العربي الإسلامي، وجدتني أمام علم يندر أن تجد فيه كتابات متخصصة.
وأقصد به (علم الحوار) أو الجدل والمناظرة. فمع أن العلماء العرب والمسلمين لم يفردوا كتابات مستقلة لهذا العلم- أو الفن كما كان يسمى- إلا في القليل النادر، لكن أسسه وقواعده تكاد تسرى بين جنبات غالبية العلوم كخطاب معرفى مشترك لا ينبغي الاستغناء عنه.
وتأتي بادرتي هذه لتحاول الكشف عن أسس ومبادئ وقواعد فن (أو علم كما أزعم) الحوار والجدل والمناظرة في تاريخ العلم العربي الإسلامي، وبناء على ذلك فإن هذه الدراسة تحاول أن تجيب على بعض التساؤلات التي تمثل فرضياتها الرئيسة وهي:
هل شهد المجتمع العلمي الإسلامي وجود هذا النوع من النشاط المتمثل في الحوار والجدل والمناظرات؟، إذا وجد، فما الأسس والمبادئ التي قام عليها؟، هل اختص الحوار بعلوم معينة، أم شمل معظم العلوم المعروفة آنذاك؟، ما نتائج استعمال وتطبيق “الحوار” في المجتمع الإسلامي بعامة والمجتمع العلمي بخاصة؟، أسئلة منهجية وجوهرية، تحاول هذه الدراسة الإجابة عليها.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.