نبذة عن كتاب مقدمة ابن خلدون
يعالج ابن خلدون في مقدمته ما نسميه الآن “الظواهر الإجتماعية” ، وما نسميه هو “واقعات العمران البشري” أو ” أحوال الإجتماع الإنساني” بالتمثيل لها في فاتحة مقدمته، لقد كان ابن خلدون شخصية فذة، لها وقع وبصمات عميقة في تاريخ الأمة الإسلامية، ويكفي أنه كان أول من كتب فيما نعرفه اليوم من علم الإجتماع.
لقد كان هذا الرجل – حقاً – عبقرياً بالفعل، وهو الذي قال: (أنشأت في التاريخ كتاباً، رفعت به أحوال الناشئة من الأجيال حجاباً، وفصلته في الآخبار والاعتبار باباً باباً، وأبديت فيه لأولية الدول والعمران عللاً وأسباباً.. وسلكت في تربيته وتبويبه مسلكاً غريباً، واخترعته من بين المناحي مذهباً عجيباً، وطريقة مبتدعة وأسلوباً.. استوعب أخبار الخليقة استيعاباً، وأعطي لحوادث الدول عللاً وأسباباً وأصبح للحكمة صواناً وللتاريخ جراباً.. وأنا من بعدها موقن بالقصور بين أهل العصور، معترف بالعجز عن المضاء في مثل هذا القضاء، راغب من أهل اليد البيضاء، والمعارف المتسعة الفضاء، النظر بعين الانتقاد لا بعين الارتضاء، والتغمد لما يعثرون عليه بالإصلاح والإغضاء)
تأتي هذه الطبعة من “المقدمة” مع ما بذلته من جهد في خدمتها إن كان فيه من توفيق وسداد فمن الله وإن كان فيه من خطأ أو سهو أو نسيان فمن نفسي.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.