معجم الألفاظ العامية المصرية .. دراسة تحليلية في “شفاء الغليل” للخفاجي

نبذة عن كتاب معجم الألفاظ العامية المصرية .. دراسة تحليلية في “شفاء الغليل” للخفاجي

يخطئ من ينظر إلى اللهجات العامية على أنها كلها انحراف عن اللغة الفصحى. إن الألفاظ العامية إما أن تكون فى الأصل ألفاظا فصاحا أصابتها التغيير, بالتحريف أو القلب او الإبدال, أو باستعمال بعض الألفاظ بمدلولات جديدة تخالف مدلولاتها الأصلية, أو بمخالفة ماقرره النحاة وما تعارف عليه اللغويون وما اتفق واللسان العربى, ولا يتعارض هذا مع الحقيقة التى لايمكن إنكارها, وهى أن قدرا لايستهان به مما يستعمله العوام قد يكون لغة, أو لهجة قبيلة, وإما أن تكون تلك الألفاظ العامية ألفاظا أعجمية: تركية, أو قبطية, أو فارسية أو غير ذلك مما اتوعبته هذه العامية, ويتفاوت هذا الأمر من عامية لأخرى, إذ تكثر, مثلا, فى العامية المصرية الألفاظ القبطية والتركية, على حين يبدو أثر الآرامية كبيرا فى سوريا ولبنان.
ويهدف هذا البحث إلى تتبع الألفاظ والتراكيب التى تدور على ألسنة العوام فى مصر وتحليلها, ومحاولة إرجاعها إلى أصولها, بغية الوصول إلى حقيقة تلك الألفاظ, وبيان صلتها بالفصحى أو باللغات الأخرى, وإظهار ما أصاب هذه الألفاظ من تغيير, ولكن ثمة جدة فى التركيب عن طريق الجمع بين لفظين فصيحين فى العامية واستعمالهما فى إطار تركيب تلازمى. ويعتمد البحث- من حيث المادة اللغوية- على كتاب (شفاء الغليل فيما فى كلام العرب من الدخيل), لشهاب الدين الخفاجى المصرى.
ويتبع هذا البحث المنهجى الوصفى القائم على بيان دلالة اللفظ, وتحليل تلك الدلالة, وتأصيل اللفظ بإرجاعه إلى أصوله الفصيحة أو الأعجمية, وإظهار ما طرأ عليه من تغير صوتى أو دلالى أو غيرهما.
وتجئ هذه الدراسة فى مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة هى: الانسان مأكله وملبسه وحياته, الوظائف والصفات والأماكن والكائنات والأدوات والآلات, التراكيب والكلمات المنحوتة والأفعال, وأخيرا نتائج الدراسة فى الخاتمة.