نبذة عن كتاب مشكلات الحضارة “شروط النهضة – واجهة العالم الإسلامي”
مشكلات الحضارة.. شروط النهضة، طبع لأول مرة باللغة الفرنسية عام (1367هـ / 1948م) ويلخص المشروع الفكري لمالك بن نبي، ذلك المشروع الذي يقوم على محورية الفكرة الدينية في صناعة التاريخ وفي التغيير الاجتماعي، وقد سلك منهجًا تحليليًا إجتماعيًا ونفسيًا يمزج بين العلاقات الإجتماعية والمعرفة الإنسانية والغيب والطبيعة والتاريخ، ويؤكد أن مشلكة الأمة في جوهرها (مشكلة حضارة) وحلها هو استعمال مفاتيح أساسية هي الإنسان والتراب والزمن، ممتزجة بالفكرة الدينية، بها يمكن تحقيق النهضة والدخول إلى التاريخ، وقدم عرضًا نقديًا لنظريات بناء الحضارة، دراسًا أطوار الحضارة الإسلامية من خلال رصد العلاقة بين الفكرة وحاملها، معتمدًا على التحليل النفسي والرصد الدقيق للصور الزمنية للأفعال وردود الأفعال المتبادلة بين الفكرة الدينية والفرد والحركة والنشاط الذي ينبعث من تواصلهما لتأسيس شبكة روابط داخلية، ويبين أن الحضارة ليست أجزاء مبعثرة ومفككة أو ملفقة، بل هي جوهر متكامل ومتداخل ينتظم الأشياء والأفكار والمظاهر، ويتجه نحو التاريخ الإنساني.
مشكلات الحضارة.. واجهة العالم الإسلامي، طبع لأول مرة بالفرنسية عام (1374هـ / 1954م) وترجم للعربية ونشر عام (1379هـ / 1959م) سلك مالك بن نبي فيه منهجًا تحليليًا نقديًا لحركتين رئيستين في العالم الإسلامي، هما الإصلاح والحداثة، ورغم أنه كان إصلاحيًا حادًا كما يصف نفسه، فإنه انتقد الحركة الإصلاحية، وبنى نقده للحركة ومنهجها على أن المشكلة ليست في أن نعلم المسلم عقيدة يملكها، وإنما أن نرد لهذه العقيدة فاعليتها وتأثيرها الاجتماعي، كما انتقد الحركة الحداثية ونخبها التي تريد أن تجدد على النمط الغربي، ورأي أنهم لا يرون الحضارة الغربية في نشأتها وتطورها، وإنما يرونها في مظهرها السطحية، فالحضارة ليست تكديس منتجاتها واستهلاكها، وإنما هي إرادة وبناء وهندسة، وخطأ الحدثيين أنهم لم ينفذوا إلى أصول الفكر الغربي، ليصبح مصدر إلهام، لا مصدر تقليد انبهاري يشل طاقة الإبداع والتغيير، ومن ثم أصبح العالم الإسلامي “زبونًا” لمنتجات الحضارة الغربية، لا متجهًا إلى سبل إبداعها وإنتاجها، ويرى أنه كي يقوم العالم الإسلامي بدور فعال في حرة التطور العالمي، ينبغي له أن يعرف مجريات العالم وواقعه، وأن يعرف الآخرين بنفسه، فيقوم قيمه الذاتية إلى جانب تقويمه لقيم الآخر، وأن يتسم بقيمة الفعالية.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.