نبذة عن كتاب مسرح العبث “مفهومه – جذوره – أعلامه”
لا يعنى الاهتمام “بمسرح العبث” التقليل من قيمة المدارس والتيارات الفنية الأخرى سواء المعاصرة له أو السابقة عليه، فما زال “مسرح العبث” مسرحاً تجريبياً، ولا يمكن أن نحدد ما إذا كان سيتحول من مسرح يضايق الجمهور إلي مسرح يتهافت عليه الجمهور، ولا ما إذا كانت بعض مكتشفاته الطريفة سواء في اللغة أو الأداء أو رسم الشخصيات سيقدر لها أن تثرى التراث المسرحى العام أم أنها ستبقي مكتشفات عابرة ما تلبث أن تهجر ويطويها النسيان.
إن مسرحيات بيكيت ويونيسكو وجينيه وأداموف كثيراً ما ترفض بحجة أنها غير مفهومة. لكن سبب ذلك هو عدم الألفة مع الجديد، والحاجة الملحة إلي قسط أكبر من المحبة ومحاولة الفهم لتقبل الاتجاهات الحديثة. وبدون هذه المحبة ومحاولة الفهم تظل الهوة سحيقة بين النقاد الرجعيين والاعمال الطليعية. علي أن النقاد الرجعيين يجدون أنفسهم في النهاية قد خسروا المعركة بسبب تحجر أذواقهم وجمود معاييرهم ونكوصهم عن المتابعة واصرارهم علي الرفض بلا ترو. لهذا فقد رأينا “أن نكرس اهتماماً أكبر لتوضيح كيف يمكن أن نتذوق مسرحية من هذا القبيل، لذا سنتكلم في باب أول عن مفهوم مسرح العبث وجذوره التاريخية ونتكلم في باب ثان عن أعلام هذا المسرح.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.