مستقبل الثقافة فى مصر

نبذة عن كتاب مستقبل الثقافة فى مصر

يعد كتاب “مستقبل الثقافة في مصر” الذي صدر عام 1937م مرجعاً مهماً في التربية ومصدراً رئيساً لإصلاح نظام التعليم والتأكيد على مبدأ ديمقراطية التعليم، فعندما يصبح التعليم حقاً للجميع، وعندما تنمحي الأمية في المجتمع، ويتحقق مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية، عندئذ توجد التربة الخصبة التي تبذر فيها بذور المعرفة، وتسمح بإعداد جيل من المثقفين والعلماء الذين يثرون الثقافة ويقدمون للمجتمع ما هو نافع ومفيد.
بالإضافة إلى ذلك يعرض الكتاب لقضية اللغات الأجنبية في مصر، ويطالب الدكتور طه حسين بأن تتحرر وزارة المعارف (التربية والتعليم) من الجمود، وأن تتيح في مدارسها الفرصة لدراسة لغات أجنبية أخرى غير اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وكذلك يعرض قضية الاهتمام باللغة العربية وتطوير مناهجها وكتبها لتلائم حاجات الحياة العقلية والعملية في العصر الحديث.
أما عن الجامعة فيقول عنها: “إن الجامعة لا يتكون فيها العالم وحده، وإنما يتكون فيها الرجل المثقف المتحضر الذي لا يكفيه أن يكون مثقفاً، بل يعنيه أن يكون مصدراً للثقافة، ولا يكفيه أن يكون متحضراً بل يعنيه أن يكون منمياً للحضارة، فإذا قصرت الجامعة في تحقيق خصلة من هاتين الخصلتين، فليست خليقة أن تكون جامعة، وإنما هي مدرسة متواضعة من المدارس المتواتضعة، وما أكثرها، وليست خليقة أن تكون مشرق النور للوطن الذي تقوم فيه، والإنسانية التي تعمل لها، وإنما هي مصنع من المصانع، يعد للإنسانية طائفة من العلماء ومن رجال العمل، محدودة آمالهم محدودة قدرتهم على الخير والإصلاح”