نبذة عن كتاب مختصر الاعتقاد للإمام للبيهقي
ما كان الصوفية عن تتبع آثار المصطفى (صلى الله عليه وسلم) ببعيدين وما أقاموا عقائدهم إلا على أساس من السنة مكين، فسعى ترجمانهم الإمام العارف بالله سيدي عبد الوهاب الشعراني في اختصار عقيدة الإمام البيهقي القائمة على هدي من سنة النبي (صلى الله عليه وسلم) مبين. ويقيننا أن نفراً سيرون هذا التأليف فيزورون، وسيطالبون بتصحيح نظرتهم إلى القوم عامة وإلى الإمام الشعراني خاصة فيعرضون، “مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون”، لم ينظروا من الإمام الشعراني إلا المتشابه، ولم يروا فيه إلا صورة إنكارهم وتبابه، وهيهات أن يكون بمثل ما ظنوا، بل هو هبة محمدية أتت في نهاية الألف الأولى من عمر أمة الإسلام لتشعل جذوة الإيمان في قلوب المتأخرين ملتزمة مسالك السلف المتقدمين، فههنا هدى ونور من لسان من لا ينطق عن الهوى، جمعه إمام أهل السنة البيهقي ذو الأيد البصير، واختصره من لا ينبئك مثله وهو خبير، مولانا الإمام عبد الوهاب الشعراني، وقد عكف الباحث المجتهد الشيخ يوسف اللكود على تحقيق الكتاب وضبطه ورد أقواله إلى مصادرها والترجمة لأعلامه وبيان ما أجمل من لفظه، فأحسن الصنيع وخدم هذا المختصر الجليل وأوسعه جهداً، وقدم له بمقدمة تفصح عن شئ من قدر الإمامين البيهقي والشعراني، وتدفع عن ثانيهما ما ألصقه بها الأفاكون من المتعالمين. فكان من حسن توجهه أن سعى لإخراج هذا الكتاب، ولعله يخرج الآن لسر يظهره الله، فالمرجو بالتحقيق النفع وللكتاب الإنتشار.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.