نبذة عن كتاب لماذا لا تزرع شجرة
بين لحظتين فقط تدور الحياة كلها : لحظة الانسحاق التام لرجل عادي , ولحظة تعالى إله . يجد كامل , المترجم موظف الحكومة , نفسه مختطفا , أسيرا بلا جناية ولا جريرة معروفة سوى أنه لم يزرع شجرة في حياته قط . أربعون عاما قضاها عبا لكل التفاصيل , لم يجد خلالها شبرا من الزمن والمساحة ليغرس تلك الفسيلة . يتحول اختطافه الغامض وخاطفه الأكثر غموضا إلى تمثيل كلي لفكرة الاستبعاد , وامتهان الكينونة واختزالها في حاجاتها الأولية .
تتداعى في محبسه تفاصيل حياته الجانعة كرجل متوسط يكرر سيرة أبيه , ويكرران مع سيرة سلالة ترزح في القيود ذاتها ربما منذ آلاف السنين , وحيث لا سبيل إلى الفكاك إلا بالشرود عن صوت العقل يؤبد تلك الأغلال ويبررها ما استطاع إلى ذلك سبيلا .
وفي اللحظة التالية , حين يستسلم المخطوف إلى ذلك الشرود , ينتقل كامل الموظف أسير كل شيء إلى طور تعالية الإلهي , سلطانا حرا على كل الفضاء , من أعلى عرشة القائم على الرصيف , وينتقل صوت الراوي من عقلانية السرد وعلاقاته السببية إلى شطح الشعر وتجاوز حدود المنطقي , وكأنما بتحرير الذات من عبودتها تخل اللغة أيضا من عقالها . أو كأن صوت الكاتب أحمد شافعي المترجم الرصين , يجاوره في اللحظة التالية صوت شاعر قصيدة النثر المتمرد …
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.