لماذا ثار المصريون؟ “أنين الناس في الحواري والأزقة”

نبذة عن كتاب لماذا ثار المصريون؟ “أنين الناس في الحواري والأزقة”

في هذا العدد من إصدار “كتاب اليوم” يقدم “لماذا ثار المصريون؟” للكاتب أحمد عثمان الذي يقدم فيه بصيغة أدبية عالية أسباب قيام الثورة المصرية في 25 يناير 2011 ، حيث يتعرف علي أسبابها ومسبباتها من داخل الانسان المصري ذاته وليس عن طريق التحليلات السياسية أو التنظير ، بل عن طريق الغوص في أعماق المجتمع.
والتقي عثمان في هذا الكتاب بأشخاص حقيقيين ومن لحم ودم ويعيشون بيننا وأنهم كانوا شهوداً علي فساد وظلم النظام السابق بكل ما فيه من قسوة تجاه الفقراء وتعاطف ورحمة تجاه رجال الأعمال، وكتبت الكاتبة والأديبة نوال مصطفي رئيس تحرير “كتاب اليوم” في مقدمة الكتاب :” لماذا لا يثور المصريون؟ .. سؤال كان الجميع يطرحه قبل أن يأتي 25 يناير وتأتي الثورة المصرية علي كل الظلم والفساد، وحاولنا أن نجد لهذا السؤال أجوبة .. أو حتي أن نتخيل أن هذا سيحدث .. كلنا اجتهد وقال ما يشعر به تجاه هذا الوطن وهذا النظام .. منا من كان يقول أن هذه البلد لم يعد بلدنا إنما هي بلدهم – هؤلاء الذين يحكمون- ، ومنا من كان يتوقع أن يأتي فيضان ثورة الجياع ليجتاح القاهرة ، ويأكل الأخضر واليابس و وقتها لن يكون هناك خط للرجعة”.
اعتمد أحمد عثمان في كتابه علي اللغة العامية المصرية التي هي لغة الناس الآن لكنه لم ينزلق إلي منحدر الإسفاف أو النقل ، فكان استخدام اللغة لإحداث تقارب بين القارئ والحكاية ، ومع كل حكاية من حكايات الكتاب نجد سبباً مقنعاً للثورة ونجد معه إنسان دهسه القدر أو الظلم، وتحمل القصص عناوين شيقة ومثيرة تحرك الذهن نلحظ فيها أيضاً خفة ظل تخرج من رحم المأساة ، كما أنها موحية بواقعية لأقصي درجة لا تحاول أن تكذب أو تتجمل مثل :”برئ يا باشا” ، “حلم ماسح أحذية” ، “اللحم الرخيص” ، “بحلم وأنا ماشي” ، “ماصنعش في مصر” ، “وحدوه” ، “سلملي علي بسلامته التعليم” ، “الفاشل يرفع إيده”.
وتضيف نوال مصطفي :” كثيرة هي الكتب التي صدرت بعد الثورة محاولة أن تؤرخ لها وتكون بمثابة وثيقة تاريخية من قلب ميدان التحرير ، لكن في هذا الكتاب يخبو صوت إدعاء البطولة ويعلو صوت الأدب وصوت الثورة النابعة من داخل الأنسان .. صوت المصريين”، وليس بالغريب علي سلسلة كتاب اليوم تبني موضوعات الساعة أو التي تطفو علي السطح لكن مع اعتماد أسلوب مغاير في التناول والتقديم للقارئ وهو الذي يتجلي في كتاب “لماذا ثار المصريون؟ أنين الناس في الحواري والأزقة”.
ويحمل هذا الكتاب القدر الكبيرمن البوح من المصريين الذين يشتكون الحياة للحياة ، ولا يتضرعون إلا لله ، ويتطلعون إلي المستقبل من نافذة الأوتوبيس المكسورة ، يحلمون بمستقبل أبناءهم ليل نهار يتمنون لهم معيشة أفضل و وظيفة ذات دخل كبير .. إنها مصر التي لا تتجمل من دون تهوين أو تهويل.