نبذة عن كتاب كتاب المساكين
أظن ما جاء في كتاب المساكين المطروح أمامك أيها القارئ هو خلاصة شعور إنساني عال أردا به الكاتب أن يصبر الفقراء على أزمتهم، يواسيهم، ويدعمهم، حتى لا يؤدي ذلك إلى تفكيرهم في التخلص من حياتهم، وقد أشار إلى ذلك فيما كتبه عن غرض تأليف الكتاب حيث يقول “وأما بعد، فإني قد وضعت هذه الأوراق، وكتبت فيها عن الفقر، وما هو باب الفقر، لا لمحوه ولكن للصبر عليه، ولا من أجل البحث فيه ولكن للعزاء عنه، ثم كتبت عن الغنى وما إليه، لا رغبة في إفساده على أهله، ولكن لإصلاح ما يفهم منه غير أهله” .
ويراوح الرافعي بين السرد الفني وهو أسلوب القص، وبين التعبير الأدبي الرصين والعمق الفكري والفلسفي، فالكتاب يتضمن عشر مقالات وفصلاً أخيراً معه هو صاحب المساكين، تدور تسع منها حول الشيخ علي الذي اتخذه رمزاً يحاوره ويحادثه، ويضع على لسانه من المقولات الفلسفية والدينية العميقة التي توحى لقارئها ولأول وهلة أن هذا الكلام هو كلام الرافعي نفسه، فكأن الشيخ على هذا الشخصية درامية مبتكرة، يحرك الأحداث التي يريد الرافعي أن يعلق عليها.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.