قوانين النبوة

نبذة عن كتاب قوانين النبوة

علم النبوة هو العلم الذي يسعى لكشف قواعد وأسس وقوانين النبوة من خلال تطبيق معارف الإنسان القطعية والمعاصرة على أقوال وأفعال وتعاليم الأنبياء. فعلم النبوة علم بحثي فقط، وليس علماً تجريبياً، بمعنى أن تقدم الزمان على النبوة يظهر معلومات إضافية يتوجب على علم النبوة أن يزين الأمور بوساطتها، ولا مجال فيه لإجراء التجارب العلمية لمعرفة حقائقه. وإذا كان الله تعالى يرسل أنبياءه إلى البشر لإبلاغهم رسالات محددة؛ فإن هؤلاء الأنبياء لا بد وأن الله قد أيدهم بأدلة مقنعة لعقول البشر؛ الذين أرسل إليهم الأنبياء أصلاً، وإلا فإن الأنبياء سيخفقون سلفاً؛ لأنهم لا يملكون أدلة مقنعة على نبوتهم وبالتالي لن يتبعهم أحد، وهذا ليس صحيحاً؛ لأن أتباع الأنبياء كثر، ولا بد أنهم قد حصلوا من أنبيائهم على أدلة كافية لاتباعهم واعتناق دينهم، وإلا لكانوا مجموعة من السفهاء، والأغبياء، وضعاف الرأي، وهذا ليس صحيحاً أيضاً، لأن أعداء الأنبياء كانوا يترصدون النبي محاولين تفنيد آراء ذلك النبي، ومع ذلك لا يزداد أتباع النبي سوى إيماناً بنبيهم.
إذاً لا بد لكل نبي من أدلة، وبراهين، ومظاهر معينة تجعله يقنع قومه بنبوته، وهذا ما حدث فعلاً. إلا أن تلك البراهين، والأدلة، والمظاهر لو تدبرناها بإمعان، لوجدناها قوانين دقيقة، خضعت لها ظاهرة النبوة عبر التاريخ النبوي!! فما هي هذه القوانين النبوية! ذاك ما يدور حوله البحث في هذا الكتاب.”قوانين النبوة” دراسة علمية جادة، تستند إلى مسلًّمات التاريخ، وبدائه الحوادث، ومنطق العقل والقراءة السليمة لحياة الأنبياء كلهم.
وليست النبوات أمراً خارجاً عن العقل، بل هي مسألة علمية منطقية، ترتكز على جملة من القوانين، تُشكِّل في مجموعها موضوعاً لعلم يُسمِّيه مؤلف هذا الكتاب: “علم النبوة”. وهذا العلم قديم حديث، وَضَعَ الله عز وجل أسسه وقواعده، ومن الواجب على البشر اكتشاف هذه الأسس، وتلك القواعد.
ويطرح هذا الكتاب طائفة من التساؤلات، ويجيب عنها:
-هل للنبوة قوانين، أم أنها ظاهرة تتحكم فيها المصادفة؟
-هل الأنبياء متساوون في درجة نبوتهم؟
-هل يمكن أن يكون المسيحُ إلهاً؟
إلى ما هناك من أسئلة، ستجد-عزيز القارئ-إجابة شافية عنها في ثنايا هذا الكتاب، مع دراسة مفصلة لحياة أنبياء الأديان الثلاثة، والكشف عن المواصفات والخصائص المشتركة لديهم.