نبذة عن كتاب قراءة فى النقد القديم
هذه قراءة في النقد القديم، تتبعت فيها النقد الأدبي منذ العصر الجاهلي، وكان آنذاك ملاحظات يلاحظها الشعراء والأدباء والحكماء والخبراء بفنون القول والتعبير.. ملاحظات حول عيوب يقع فيها بعض من الشعراء في اللفظ أو المعنى أو الصياغة والتصوير أو في القافية.
ومضيت مع النقد به من العصر الجاهلي إلي عصر صدر الإسلام، لأبين الميزان النقدي الذي ارتضاه النبي “صلي الله عليه وسلم” وارتضاه الصحابة رضوان الله عليهم، وقد جليت موقف القرآن الكريم من الشعر والشعراء، وموقف النبي “صلي الله عليه وسلم” وموقف الصحابة.
ومن عصر صدر الإسلام إلي العصر الأموي، حيث تعددت بيئات النقد وكثرت ميادينه، واختلف ميزانه عما كان في صدر الإسلام، ففشا الهجاء، وانتشر الغزل الإباحي علي يد عمر بن أبي ربيعة، وآخرين ممن حذوا حذوه، وارتضى بعض النقاد كابن أبي عتيق ومن تبعه- ارتضوا- الشعر الذي يزين المعصية ويغرى عليها، وناهض كثيرون هذا التيار وقاوموه، وتصدوا له، ثم إلي الاتجاهات النقدية التي رأيناها في القرن الثالث، وامتدت منه إلي القرن الرابع، وبرز في هذا القرن الرابع النقد في كتب الإعجاز، وكانت غايته إثبات إعجاز القرآن وأنه كلام رب العالمين الذي لا يدانيه كلام.
وفي القرن الخامس الهجري ظهر النقد في القيروان، وكان أهم نقاد القيروان: عبد الكريم النهشلي، وابن شرف القيرواني، وابن رشيق القيرواني، صاحب كتاب العمدة في صناعة الشعر ونقده… كما ظهر النقد الأدبي في الأندلس، وكان أهم نقاد الأندلس: ابن عبد ربه صاحب العقد الفريد، وابن شهيد وابن حزم… واستمرت في المشرق المعركة النقدية حول المتنبي، وأهم معالم النقد في هذا القرن الخامس: الإمام عبد القاهر الجرجاني، الناقد الأول في هذا القرن، فقد أفاد من سابقيه ومعاصريه ووضع أسساً ومبادئ نقدية في كتابيه: “أسرار البلاغة” و “دلائل الإعجاز”.
تلك هي قراءتي في النقد الأدبي القديم، بدأتها بالعصر الجاهلي، ومضيت بها في رحلة امتدت عبر العصور الأدبية والقرون، حتى انتهينا إلي عبد القاهر في القرن الخامس الهجري.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.