نبذة عن كتاب قبيلة بني ياس في كتاب لمحات من تاريخ قطر
إن من أهداف دراسة التاريخ في المجتمع – أياً كان – هو إعداد المواطن لا ليعيش في حاضر دائم بل في حاضر منظور نحو مستقبل أفضل، ولعلم التاريخ مهمة وطنية لا يمكن أن تؤديها العلوم الإنسانية الأخرى، فالمؤرخ أي مؤرخ – سواءً كان باحثاً مؤلفاً أم كاتباً محققاً – ينتمي إلى وطن، وعليه أن يكون مخلصاً لوطنه موالياً له مثل ولائه للحقيقة والموضوعية والشفافية، وعليه تقع مسؤولية تبصير مواطنيه وتثقيفهم بتاريخ وطنه، وأن يقف إلى جانب قضايا وطنه متى ما تصدى للكتابة أو التحقيق مدافعاً ومعلقاً ومصححاً.
ولأن فكرة قضعنة قبيلة بني ياس بشطر بيت شعر، هي فكرة لا أساس لها من سند علمي، وأنها فكرة واضحة البطلان، بل هي أقرب ما تكون إلى الأساطير والخرافات والأوهام، فإن واضع المخطوط قد أنفق ما أنفق في سبيلها من أسماء وسلاسل أنساب اقتطفها من كتاب (نسب معد واليمن الكبير) طبعة محمود فردوس العظم في غير طائل، ولم يجنِ من وراء عبثه بنسب بني ياس غير الخيبة والحسرة والفشل.
وبعدما أيقن صاحبه ومروج أشعاره أن ما كان يأمله صار سراباً، وأن ما أنفقه من جهد ووقت وسهر كان وهماً من الأوهام، وأن مؤلفاته المريبة التي كدّ ذهنه في تأليفها الليالي الطوال، والتي ربما ضلّلت الكثير من القراء ممن تأثروا بها وجروا في مضمارها، صارت ضرباً من العبث، وبعد أن تحقق من فشله الذريع فيما كان يأمله في نشر أفكاره وآرائه هاجم كل معارضيه ومخالفيه في غير رمز ولا إخفاء، ليس هذا فحسب، بل ألّف الكتب وأكثر فيها الشغل واللغب.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.