فى علم الإنسان “دراسات وبحوث فى ثقافة الشعوب والمجتمعات”

نبذة عن كتاب فى علم الإنسان “دراسات وبحوث فى ثقافة الشعوب والمجتمعات”

أصبح من المألوف في تعريف الأنثروبولوجيا (علم الإنسان) أنها دراسة الأجناس البشرية وتصنيفها ووصف أفعالها. صحيح أننا لا نستطيع فهم هذا التصنيف وهذه الأفعال إلا إذا درسنا الظواهر المترتبة عليها.
وللحقيقة فقد استطاع هذا العلم أن يقدم الدلائل على أن الأجناس البشرية تتشابه في طبيعتها الأساسية إلى حد كبير، ولكن إذا أردنا أن نفهمها فلابد أن نضعها في سياقها التاريخي الاجتماعي الثقافي.
والواضح الآن أن الأنثروبولوجيا تحررت من نظرياتها التقليدية وأصبحت تتشابك بين العلوم الفيزيقية والاجتماعية والثقافية بشكل مجرد، فالأنثروبولوجيا الفيزيقية في واقعها تهتم بالأحوال البيولوجية الحياتية للإنسان وتباين الكائنات البشرية وتغيراتها بما في ذلك دراسة السلالات والأجناس، وبالنسبة للأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية فنجدهما يسهمان في تحليل المجتمع تحليلاً مقارنا من خلال إظهار طرق الحياة وأساليبها، خاصة بعد أن بدأ علماء الأنثروبولوجيا يوسعون اهتماماتهم البحثية من المجتمعات التقليدية إلى المجتمعات المتحضرة.
مجمل القول، أن الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية تعد من العلوم البينية التي تخضع للمنهج العلمي في دراسة التطور الاجتماعي والثقافي للمجتمعات الإنسانية التي تخضع للملاحظة، مع الوضع في الاعتبار ظروف الزمان والمكان.
وفي نهاية هذه المقدمة، أستطيع أن أقول أن الكتاب الذي بين يدي القارئ الكريم هو في حقيقة الأمر محاولة تهدف لتوسيع النقاش العلمي حول الأنثروبولوجيا الاجتماعية الثقافية وما تحمله من قضايا فكرية، ودراسات حقلية سواء ما كان منها في الماضي أو الحاضر.