عهد أوباما ؛ سياسة أمريكية للشرق الأوسط

نبذة عن كتاب عهد أوباما ؛ سياسة أمريكية للشرق الأوسط

سيواجه الرئيس الأميركي باراك أوباما في منطقة الشرق الأوسط، سلسلة من التحديات المهمة والمعقدة والمتداخلة فيما بينها، تستدعي اهتماماً عاجلاً، فهناك العراق الذي يشهد الآن تراجعاً هشاً في أعمال العنف، ما يزال -مع ذاك- يستنزف جهد المؤسسة العسكرية الأميركية، وفيها إيران التي تقترب حثيثاً من العتبة النووية، وهناك أيضاً تتهاوى دعائم عملية السلام الإسرائيلية-الفلسطينية، وتتوالى حكومات ضعيفة على السلطة في لبنان، وتواجه الأراضي الفلسطينية تحدياً ماثلاً في هيمنة جماعات إسلامية قتالية قوية عليها، وفي هذه الأثناء يتجه الموقف الأمريكي إلى المزيد من الضعف في أعقاب سنوات من الإخفاق والتخبط. ولسوف يكتشف أوباما أيضاًن أن الوقت يمضي في غير مصلحته.
وطال السنوات الست الماضية، فرضت قضية العراق هيمنتها على السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، وهو وضع لا حاجة إلى استمراره، ولا ينبغي أن يستمر زمناً أطول، ولسوف تكون إدارة أوباما قادرة على تخفيض أعداد القوات الأمريكية في العراق تدريجياً، والحد من دورها القتالي، وإلقاء قدر أكبر من المسؤولية على عاتق القوات العراقية. ومع ذلك، فإن عملية الإنسحاب ينبغي تنفيذها بدقة وترو، لتفادي خطر التفريط بالتقدم الذي تم إحرازه في الآونة الأخيرة.
ولعل تحسن الأوضاع في العراق سيتيح للإدارة الجديدة نقل محور اهتمامها إلى إيران، حيث الوقت يمضي في بناء برنامج نووي خطير ومثير للقلق. وفي هذا الشأن، يتعين على أوباما أن يعرض على الحكومة الإيرانية الدخول معها في حوار رسمي مباشر، من دون شروط مسبقة مصحوب بحوافز أخرى، في محاولة لثني طهران عن المضي في تطوير قدرات، تتيح لها التعجيل في إنتاج كميات كبيرة من الوقود النووي الصالح لتصنيع أسلحة نووية. وفي الوقت ذاته لا بد من إعداد العدة لإطلاق جهد دولي يستهدف فرض عقوبات أشد قسوة على إيران، لو ثبت عدم استعدادها لتغيير مواقفها.
ونظراً إلى أن أي ضربة عسكرية وقائية توجه إلى إيران وما يكتنفها من مخاطر وما يمكن أن يترتب عليها من تكاليف، لا تبدو خياراً جاذباً، سواء جاء هذا من الولايات المتحدة الأمريكية أو إسرائيل، ومع هذا، فإنها بحاجة إلى دراسة دقيقة، بوصفها البديل الأخير عن خطر العيش تحت رحمة قنبلة نووية إيرانية. ولكي تجعل إسرائيل أكثر صبراً على امتداد فترة الحوار الدبلوماسي أكثر مما يجب، يصبح لزاماً على الإدارة الأمريكية تعزيز قدرات الردع الإسرائيلية، من خلال تزويدها بمنظومات دفاعية مضادة للصواريخ الباليستية وضمانات نووية.