علم الكلام بين الدين والفلسفة


نبذة عن كتاب علم الكلام بين الدين والفلسفة

يسعدني أن أتقدم إلى المكتبة العربية بهذا الكتاب المتواضع الذي آثرت أن أسميه “علم الكلام بين الدين والفلسفة”. فإذا كان من المعلوم أن علم الكلام هو العلم الذي يتضمن الدفاع عن العقائد الدينية بالأدلة العقلية، فإن هذا الدفاع العقلي عن المسائل الدينية قد تضمن بحث العديد من المسائل والقضايا الفلسفية على المستويات الميتافيزيقية والطبيعية والمعرفية والأخلاقية. الأمر الذي يمكن معه التسليم بالقول بأن علم الكلام يمكن أن يمثل الفلسفة الإسلامية الحقيقية.
والذي يوضح ذلك أنه إذا كانت الفلسفة الإسلامية بمعناها العام تشمل مجالات ثلاثة هي علم الكلام والفلسفة الإسلامية الخالصة والتصوف، فإنه من الملاحظ أن علم الكلام من بين هذه المجالات هو الذي انبثق من الواقع الحضاري الإسلامي، حيث قام المتكلمون بمعالجة المشاكل الفكرية والعقائدية التي كانت مثارة على مسرح الحياة الفكرية الإسلامية، تلك المشاكل التي أثارها أصحاب الديانات الأخرى الذين عايشوا المسلمين بعد الفتوحات الإسلامية، أو التي أثارها بعض المسلمين من ذوي الأفهام الخاطئة للعقيدة. فقام المتكلمون بتقديم الحلول لهذه المشكلات، وكانت تلك الحلول متمشية مع الدين الإسلامي من جهة ومع العقل من جهة أخرى، مع التفاوت في الميل إلى أحد هذين القطبين.
ولكن قد يسأل سائل فيقول: لماذا ندرس هذا التراث الذي ظهر منذ ما يقرب من ثلاثة عشر قرناً من الزمان، مع أن المشكلات الفكرية التي كانت مثارة في ذلك الوقت لم تعد مثارة في الوقت الحالي، في حين أننا هذه الأيام نواجه مشكلام لم يواجهها أسلافنا؟ وفي سبيل الإجابة عن هذا التساؤل، فإننا نستطيع أن نشير إلى أننا إذا كنا نسلم باختلاف الواقع الحضاري الراهن عن الواقع الحضاري التراثي فيما يتعلق بالمشكلات المثارة على مسرح الحياة الفكرية على الأقل، فإن الأهمية الفكرية التي تكمن في دراسة تراثنا الفلسفي الإسلامي إنما تتمثل أساساً في التعرف إلى أساليب تفكير أجدادنا وكيفية مواجهتهم للمشكلات الفكرية التي أثيرت في وجههم ومدى قيمة الحلول التي قدموها لهذه المشكلات، وذلك لكي نستلهم الدروس المستفادة من ذلك عندما نتعرف إلى مواضع القوة ومكامن الضعف في هذا التفكير. فإذا ما واجهتنا مشكلات فكرية وعقائدية راهنة، استطعنا أن نبحث عن الحلول المناسبة لها مبتعدين عن جوانب الضعف التي وقع فيها أسلافنا ومحاولين التمسك بجوانب القوة التي ظهرت لديهم.
وعلي أي الأحوال فإننا قد قسمنا هذا الكتاب إلى عدد من الفصول: فلقد خصصنا الفصل الأول للبحث في علم الكلام من حيث موضوعه وتعريفه وعوامل نشأته الداخلية والخارجية. ثم عقدنا الفصل الثاني عن أهم الامتيازات الفكرية والعقائدية غير الإسلامية التي تصدى لها متكلمو الإسلام، أما الفصل الثالث، فقد تحدثنا فيه عن أهم التيارات الفكرية والعقائدية الإسلامية التي مهدت لظهور علم الكلام، ثم كان الفصل الرابع عن المعتزلة، وقد جاء الفصل الخامس ليتضمن البحث في المعتزلة بين علم الكلام والفلسفة، أما الفصل السادس، فقد عقدناه للحديث عن المذهب الأشعري، وأخيراً جاء الفصل السابع عن نقد الغزالي للفلسفة، حيث تحدثنا فيه عن الغزالي وتهافت الفلاسفة.

Description

بيانات كتاب علم الكلام بين الدين والفلسفة

العنوان

علم الكلام بين الدين والفلسفة

المؤلف

ابراهيم محمد تركى

الناشر

دار الكتب القانونية

تاريخ النشر

01/01/2015

اللغة

عربي

ردمك

9789773862070

الحجم

24×17

عدد الصفحات

300

الطبعة

1

المجلدات

1

النوع

ورقي غلاف كرتوني

المراجعات

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يراجع “علم الكلام بين الدين والفلسفة”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *