علم الخيال

نبذة عن كتاب علم الخيال

عندما كان “جاليليو” خاضعا للإقامة الجبرية في منزله، لم يخضع العالم الذي بداخله إلا لشغفه بالعلم والمعرفة، وأخذ يكمل نسيج إبداعه رغم كل شيء؛ ففي عام 1638م صدر أحد أهم أعماله الفيزيائية تحت عنوان “حوارات وبراهين رياضية لعلمين جديدين” . كانت فيزياء “أرسطو” تفترض أن الأجسام المتحركة تعرضت لمؤثر ما في البداية جعلها تتحرك ثم لابد أن تسيطرعليها الحركة الطبيعية فيما بعد، وتدفعها إلى أسفل نحو الأرض التي تمثل موضعها الطبيعي! وأن الأجسام المتساقطة تسقط بسرعات تتناسب مع كتلتها.
غير أن “جاليليو”، في هذا الكتاب، أقر قوانين مغايرة تماما، حيث كتب أن المسافة التي تسقط منها الأجسام، أيا ما كان حجمها ووزنها، تتناسب مع مربع الوقت المستغرق في السقوط، وحدد قانون العجلة، وأثبت أن الأجسام مع اختلاف أوزانها تسقط بسرعة متساوية. وكتب أيضا أن الأجسام تتحرك في خطوط مستقيمة ما لم تؤثر عليها أي قوى أخرى. مثلت هذه القوانين، بجانب قوانين “كيبلر”، أساسيات ودعامات اعتمدت عليها أجزاء كبيرة من ميكانيكا “نيوتن”، والقانون الأخير الذي ذكره “جاليليو” تمت إعادة بلورته ليصبح قانون القصور الذاتي الذي يعمله الجميع اليوم.
كما تكلم “جاليليو” عن الجاذبية قائلا: إن معرفة أسبابها الفيزيائية أمر غير مهم، وإن الوقوف على هذه الأسباب هو أمر في غاية الصعوبة، وهي حقيقة عاناها “نيوتن” بشدة بعد سنوات. وبعد كل هذه الصراعات والاكتشافات والتنوير، آن الأوان ليخذل الشيخ العجوز جسده وأعضاؤه القديمة التي لا تتجدد كما يتجدد عقله الشاب. في عام 1642م، وقبل أن يموت “جاليليو” بفترة أصيب بالعمى وكتب: “واآسفاه.. لقد أصبح جاليليو كفيف الصر، بحيث إن هذه السماء وهذه الأرض وهذا الكون.. الذين كبرتهم بمشاهداتي الرائعة وعروضي الواضحة مائة مرة، لا، بل ألف مرة، فوق الحدود المقبول بها عالميا، قد تقلصت وانكمشت بالنسبة لي إلى حجم ضيق يساوي الحجم الذي تملؤه أحاسيس جسمي الخاصة”!