نبذة عن كتاب عجائب الهند
الحكاية البحرية وما فيها من مخاطر وأحداث مشوقة وهي مما يرغب إليه الناس من أهل الخليج وغيرهم، وقد نشأ عن ذلك تراث قصصي هائل تراكم عبر السنين كلما كثرت أسفارهم ورحلاتهم، وظهر منهم قصاص من الطراز الأول يرون أخبار تلك الرحلات وما كانوا يتعرضون فيها من مصارعة حقيقية للموت وتشبث بالحياة بأسلوب أخّاذ يذكي الخيال ويلهب المشاعر. وكما هو معروف أن لربابنة الخليج العربي ورواد الأسفار تراث بحري كبير تمثل في ذلك الأثر الخطي النفيس الذي تركه معالمة البحر الكبار أمثال أحمد بن ماجد وسليمان المهري ومن أتي من بعدهم حتى زمن الشيخ عيسى القصاحي في مؤلفه “دليل المحتار في عالم البحار”. وكتاب عجائب الهند يعد من أشهر كتب التراث في هذا المجال، وهو من الآثار الواضحة والمادية التي تروي تلك الحكايات الضائعة التي كان يرويها تجار البحار وربابنة الخليج في أسفارهم المتعددة وما لا قوة من مشاق، وفيه يلملم المؤلف “بزرك بن شهريار” وهو ملامح من “رامهرمز” شتات تلك الحكايات البحرية التي تصور للقارئ البحر وجزائره وشاطئه وتساعده على فهم كثير مما ورد في كتب الجغرافيا العربية، كما وتقدم له هذا الحكايات وصفاً للحوادث والمغامرات الشيقة والمفرحة أو “محزنة في بعض الوقت”. ومما تجدر إشارته من بعض هذه القصص المجموعة ترجع إلى نهاية القرن العاشر الميلادي، والكلام من هذه المجموعة لا يدور حول قصة واحدة متماسكة الأطراف، ولكنه يتناول مجموعة من القصص المتفرقة التي تختلف طولاً وقصراً.هذا الكتاب حكايات بحرية زاخرة بالمخاطر والأهوال، تجذب القارئ إلى أحداث مشوقة نبعت من تلكم الأسفار التي روى أحداثها ربابنة السفن من أهل الخليج وغيرهم، فتمخض ذلك عن تراث قصصي هائل، تراكم عبرَ السنين، إذا ما علمنا أنّ السفر في البحر كان على رأس المخاطر التي يتعرض لها الإنسان في ذلك الزمن القديم؛ حيث السفن شراعية غير مأمونة، تتلاعب بها الرياح، وتقلبها الأمواج كيفما شاءت، فضلاً عن جبروت البحر وبطشه؛ حتى جاءت مزيجاً من التصوير الواقعي والخيال الأسطوري غير المدوّن، وإنما على لسان النواخذاه، شاء لقسم منها أن تسكن هذه السطور.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.