نبذة عن كتاب عالم القرون الوسطى في أعين المسلمين
حفلت العصور الإسلامية بكتابات الجغرافيين والرحالة عن أقاليم المعمورة التي زاروها أو وصلت أخبارها إلى أسماعهم، ولم يكونوا ناقلين أو واصفين ما يشاهدونه بشكل سطحي، بل كانوا ينظرون إلى العالم المحيط بهم نظرة عملية استدعت فهم تسجيل تفاصيل، هذه المشاهدات بكل حذافيرها، مع محاولة لتعليل بعض ظواهرها الغامضة، وإيضاح مواقفهم من بعض مشاهداتهم التي لم تناسب معتقدهم الديني وعاداتهم الاجتماعية.
وفي هذا الكتاب اجتهد المؤلف الدكتور عبد الله إبراهيم في لمّ شتات هذه المادة المتناثرة وتبويبها وتحليل عناصرها وظواهرها. سيلاحظ القارئ بأن الكتاب عزز بمداخل واسعة تعتبر أطرا فكرية تنظم نصوصه، ثم حررت مادته طبقاً لنمط متدرج من الترتيب بحيث تحيط بصورة الآخر من كل جانب وذلك في فترة القرون الوسطى. نضدت النصوص الأصلية على التعاقب، وربط بينها بسياق يفضي إلى النتيجة التي يقصد الكتاب تحقيقها، وقد لجأ المؤلف في كثير من الأحيان إلى تحقيق النص داخل متن الكتاب بهدف التوضيح. ولعل أكثر ما حرص الكتاب على صونه هو إيراد نصوص متكاملة ومتنوعة ومستوفية الشروط، تتضافر فيما بينها من أجل كشف مختلف الأوجه للعالم خارج دار الإسلام طوال القرون الوسطى. وكان ذلك العالم يحيط بدار الإسلام من جميع الجهات تقريباً، وقد خصصت أقوام الشرق والشمال والجنوب بأجزاء خاصة بها ضمن الكتاب، لأن نظرة المسلمين لهم تباينت تبعاً لتباين المنظومات الثقافية التي ينتمون إليها، وتبعاً لمناطقهم الجغرافية وأعراقهم أيضاً. ويهدف الكتاب إلى توفير المادة الأصلية التي يمكن الاستناد إليها في رسم صورة الآخر في أعين المسلمين خلال تلك الحقبة الطويلة والمتقلبة، إلى ذلك فكير من النصوص أدرجت كمصادر موثوق بها في كشف الأبعاد الاثنوغرافية للمجتمعات الوسيطة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.