نبذة عن كتاب ضحى الإسلام
يأتي كتاب أحمد أمين “ضحى الإسلام” متمماً لكتابه “فجر الإسلام”. فقد درس فيه تاريخ الحياة العقلية للمسلمين في القرن الثاني للهجرة وذلك من خلال بحثه في الحياة الاجتماعية والثقافات المختلفة في العصر العباسي الأول. وقد سار فيه سيره في “فجر الإسلام” حيث عنى بضحى الإسلام بالمائة السنة الأولى للعصر العباسي (132-232هـ) أي إلى خلاصة الواثق بالله، لما لعصره من لون علمي خاص. بالإضافة إلى لونه في السياسة والأدب خاصاً، حيث امتاز هذا العصر بغلة العنصر الفارسي، وبحرية الفكر إلى حد ما، وبدولة المعتزلة وسلطانهم، وبتلوين الأدب من شعر ونثر لوناً احتذى على كر الدهور واختلاف العصور، كما امتاز بتحويل ما باللسان العربي إلى قيد في الدفاتر وتسجيل في الكتب، وما باللسان الأجنبي إلى لغة العرب، وهو في كل هذا يخالف العصور قبله والعصور بعده، مخالفة تجعله حلقة قائمة بنفسها، يصح أن تسمى، وأن تدرس، وأن تميز. على أن المؤلف تطرأ إلى البحث في ما قبل هذه الفترة الزمنية أو ما بعدها فقد لجأ في بعض الأحيان إلى إيضاح الفكرة بربطها بما كان منها في العصر الذي قبله، أو إلى تسلسلها إلى تجاوزه إلى العصر الذي بعده. وقد رتب موضوعه هذا ضمن أبواب أربعة: الباب الأول في الحياة الاجتماعية في ذلك العصر، مجتزئاً منها بما له أثر قوي في العلم والفن. والباب الثاني في الثقافات المختلفة دينية وغير دينية. والباب الثالث في الحركات العلمية، ومعاهد العلم، وحرية الفكر، ومزايا البلدان في تلك الحركات. والباب الرابع في المذاهب الدينية، وتاريخ حياتها، واشهر رجالها، وأهم أحداثها.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.