نبذة عن كتاب صورة الذئب في الشعر العربي القديم بين الدلالة الرمزية وتحولات النمط
“اعتاد الشاعر العربي القديم أن يمتاح مادة التشكيل الشعري في قصائده من أدوات البيئة التي يعيش فيها، ويتأثر بمفرداتها، ومن ثم تناغمت مضفورة الصورة الشعرية لديه مع عناصر الطبيعة الحية والصامتة على السواء، وظلَّت هذه المفردات الملهم الرئيس في تحريك وجدان الشاعر، وكشف أسبار البوح في أعماقه.
وقد قدَّم الشعر الجاهلي نماذج عديدة لصورة الحيوان في قصائده الشعرية، حتى ارتبط اسم امرئ القيس بوصف الفرس، وطَرَفَةَ بنِ العبد، ولبيد بن ربيعة العامري بالناقة، والمثقِّب العبدي، وبشر بن أبي خازم بالثور الوحشي، وترددت كثيرًا صورةُ الكلاب التي تطارد الثور وتصرعه أو يصرعها في شعر النابغة الذبياني، وبشر بن أبي خازم، وكان لكل موقف دلالته الرمزية والدينية التي تكشف عن أماكن مجهولة ومناطق عذراء في وجدان الذات العربية وامتدادها الأيديولوجي والديني، وما تحمله من ثقافات ومعتقدات وبقايا ما تركته الأديان الحنيفية والوثنية القديمة.”
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.