نبذة عن كتاب شعرية التناص فى الرواية العربية
إكتشفت الروايات العربية التاريخية نفسها داخل ممارسة سردية تعطلت عبر التاريخ او أوقف تطورها، وكان هذا أولى الإعترافات بهزيمتنا التي قالها المخيال قبل ان يقولها التاريخ.. مثال بسيط: أن السردية العربية، بما فيها جزء كبير من كتب التاريخ والسير لا تخضع في نظامها الداخلي لعقلية ديكارتية عقلانية مثلما هو الحال في الرواية الغربية، حيث الجملة تبدأ بكلمة وتنتهي بنقطة أو بين الكلمة والنقطة يلتثم المعنى المتكامل لينفتح على معنى إفتراضي آخر تؤكده أو تلغيه الجمة اللاحقة وهكذا. حتى يلتئم المعنى الكلي في الفقرة ثم في الفصل، في القسم وأخيراً في الرواية ككل.
غن خطابنا الروائي اليوم يتوجه نحو نفسه بحدة لا لكسرها ولكن للدخول في عمقها ويتوجه نحو الآخر من منطلق الحداثة المشتركة التي لا تعني مطلقاً المحو الذاتي في النموذج الثابت الذي يبدو أمام أعيننا مطلقاً ومنتهياً، لا يمكننا أن نصل إلى الآخر إلا من خلال اللغة المشتركة والزمن الذي نتقاسمه معه.. وهذا يحتم على الرواية العربية انفتاحاً كبيراً وإقتحاماً جريئاً يضع أمامنا المشهد العالمي في كل تناقضاته واتساعه، يمكن للرواية أن تغير من العلاقات الجاهزة وتتحول إلى وسيلة حية ومشتركة للإنغماس في العصر، الرواية جسر رابط ومتخيل يضع الآخر في موقع الإدهاش عندما يكون النص المنجز معبراً بالفعل عن أدق اللحظات التاريخية حساسية.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.