نبذة عن كتاب شروح التسهيل ؛ كتاب التذييل والتكميل أنموذجاً
إن بعث التراث والكشف عنه – فيما يتراءى لي – كشف الإنسان في الإنسان، وتحليل اللاحق للسابق، وتقويم لجهوده، وسبيل إلى تكامل فكر الأمة، والتواشج بين شرفي الماضي والحاضر، ذلك أن أول الجديد قتل القديم فهماً وتشبّعاً بقيمه، وبذلك يتحقق التواصل بين إبداع الماضي، وبين إنتاج الحاضر، فيصير الأخير فرعاً باسقاً في شجرة تراثنا المتطاولة بما فيها من كنوز معرفية تمخُّض عنه فكراً أسلافنا.
وكتاب (تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد) لابن مالك الجيّاني (ت 672هـ) أثر نحوي ضخم وخلاصة ما وصل إليه ابن مالك في الدرس النحوي، وممتّن تجربته النحوية الممتدة سنين متطاولة، ومّعْلم بارز من معالم النحو، فكان بسبب من ذلك محوراً للدرس والشرح في التالي من القرون، فكثرت شروحه كثرة لافتة للنظر.
وعلى كثرة تلك الشروح يعد شرح أبي حيان (ت 745هـ) الموسوم بِـ: (التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل) ذروة سنامها، ودرة تاجها، وقد كان يحدوني – إذ اخترت العمل في الكتاب – رغائب، منها: درسه الدراسة العلمية التي تكشف عن أصوله وتوضح معالمه، وتُفصح عن مقاصده وتكشف عن منهج أبي حيان النحوي وأصول تفكيره النحوي كما تتبدّى في الكتاب.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.