شرح كشف الغمة في مدح سيد الأمة “صلى الله عليه وسلم”

نبذة عن كتاب شرح كشف الغمة في مدح سيد الأمة “صلى الله عليه وسلم”

كشف الغمة: العنوان هنا أيضًا تراثي اتسمت به مصنفات كثيرة في الشعر وغير الشعر، ولعل البارودي استمسك به ليكون تعبيرًا عن حال الأمة في عصره، أيام أنشأ قصيدته في أواخر عمره، وهي مليئة بالصور التراثية.
والغرض الأساسي لها هو مدح النبي الأكرم، صلى الله عليه وسلم، وذكر الخالق الأعظم، وقد انتظمت حياة النبي صلى الله عليه وسلم من يوم مولده، ثم واكبت تقدمه في العمر وما جرى من كرامات ومعجزات وأحداث، وأشهرها معجزة شق الصدر بينما هو يرعى في غنم بني سعد، ثم مبعثة الشريف وما مهد له من تفكر في ذات الله وتحنث في خلوته بالجبل المعروف وهو جبل حراء، وهجرته والغار المشهور بجبل ثور، وبين هذا وذاك حرب الكفار له في أوائل الدعوة بمكة وطول إقامته بها، وما تخلل ذلك من الهجرة الأولى إلى الحبشة ومن معجزة الإسراء والمعراج، وبعد القصيدة أنباء السرايا والبعوث والغزوات، وأولها غزوة بدر وآخرها بعث أسامة بن زيد إلى فلسطين.
وبعد الفراغ من ذكر الغزوات انتحى الشاعر يتوجه إلى الله تعالى بكثير من الدعاء، ومن الرجاء، وإلى النبي صلى الله عليه وسلم بكثير من المدح والثناء، ثم يختم برجاء الشفاعة، ويتعهد بالسمع والطاعة، ولا يفوته ما ساعده عليه المقام، من تضمين القصيدة أبياتًا زانتها بآفاق الحكمة وخلاصة التجربة.
هذا مجمل القصيدة، الذي استنفد أربعمائة وسبعة وأربعين بيتًا، من البحر البسيط، وعلى قافية الميم.