شرح الأربعين النووية

نبذة عن كتاب شرح الأربعين النووية

حفظ الله شريعته بحفظ كتابه وسنة نبيه “صلى الله عليه وسلم”؛ فقيض للسنة من بلغها إلى أمة رسوله “صلى الله عليه وسلم”، ومن عرفهم معانيها وأخرج نفائسها، وقد سار السلف على طرق متعددة ومناهج في التأليف كان الغرض منها هو نقل السنة وجمعها وتسهيل تلقيها على الأمة، وكان من هذه الطرق طريقة الانتقاء من الأحاديث التي بلغتهم ما تتشابه أغراضه أو معانيه أو أحواله أو فوائده وجمعه في مصنف يسهل على مطالعه حفظه.
ومن المصنفات التي كتب الله سبحانه وتعالى لها القبول في نفوس الأمة جميعها من خواص وعوام كتاب الأربعين النووية للإمام النووي؛ فقد تتابع الأئمة في شرح أحاديثه وبيان معانيها، وصار لزامًا على كل طالب علم أن يحفظها ويفهم أغراضها ومراميها. وقد طبعت شروح كثيرة للأربعين كشرح ابن رجب وشرح ابن حجر الهيتمي وغيرهما وسارت بها الركبان، ولما كان في كل شرح من الفوائد ما لا يوجد في غيره و كان من أوائل شروح الأربعين هو شرح النجم سليمان بن عبد القوي الطوفي- وقد شابت نسخته المطبوعة الكثير من التحريفات- رأيت أن أقوم بتحقيقه وإعادة نشره بعد الحصول على نسخة لم يتيسر لمحققه الأول الحصول عليها، لعلي بذلك أدخل في زمرة من حفظ على الأمة شيئًا من حديثه “صلى الله عليه وسلم”.
وهذه مقدمة للتحقيق قسمتها إلى ثلاثة أبواب: الأول عن الإمام النووي وكتابه الأربعين، وفيه فصلان: الأول: ترجمة للإمام النووي، والثاني عن كتابه الأربعين وشراحه، والباب الثاني عن العلامة الطوفي وشرحه على الأربعين، وفيه فصلان أيضًا: الأول: ترجمة للطوفي، والثاني: توثيق نسبة الكتاب له واسمه ومنهج الطوفي في شرحه. والباب الثالث عن هذه الطبعة، وفيه ثلاثة فصول: الأول: سبب إصدار هذه الطبعة، والثاني في توثيق نسخ الكتاب ووصفهان والثالث: منهجي في التحقيق.