نبذة عن كتاب شجرة العابد
زاوج عمار على حسن، بين التصوف الخالص والواقعية السحرية، مستعملاً ما لدى الصوفية، فكراً وذائقة ومسلكاً وطرقاً ولغة، في بناء أسطورته التي حاول خلالها أن ينسج شيئاً مختلفاً نسبياً، عما ورد في الأساطير العربية الشهيرة، وتجري وقائع رواية عمار علي حسن الجديدة “شجرة العابد” في إطار ملحمي على البر والبحر وفي الفضاء، متقلبة بين الواقع والخيال، شخصياتها من الإنس والجن، وزمانها لحظة فارقة للصراع بين المشرق والمغرب في أواخر عصر المماليك، وتحديداً في العقود الأخيرة التي سبقت الإحتلال العثماني لمصر.آه يا حفصة. آه يا وجعي الجميل. استدار الزمن، وتسربت الأيام من بين أصابعي. انت مستريحة الآن في الملكوت الأعلى، وأنا معذب بالانتظار، أروض النسيان، لكنه يأكل روحي بلا هوادة. ما يزيد على مئة عام وهيئتي على حالها، كأنني لا أزال أدب وراء شيخي القناوي في شوارع المحروسة منتظرًا لحظة الانقضاض على السلطان الجائر. تعاقب السلاطين، وغارت أمامي كل حالات التمرد. واحدة بقيت مشتعلة طيلة الوقت، إنها محاولة الانتصار على نفسي. ألم تبوحي بذلك ذات يوم يا حفصة؟ ألم تطلبي هذا وأنا أقول لك: أنت شيخي وأنا مريدك.
كنت تنظرين في الأفق وكأنك ترين كل ما يأتي وتقولين لي في ثقة: “ستتذكر كل هذا في أيام لا تعد ولا تحصى وأنت ذائب في نور يملأ أرجاء خلوتك الطويلة” ثم تتوهين برهة وتواصلين: “شجرتك أنت هناك، ليست على باب مغارة، إنما تحت سفح جبل مديد، أعطته من روحها فاخضرت أحجاره حتى ولو لم يسقط عليها مطر.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.