نبذة عن كتاب سماحة الإسلام بين النظرية والتطبيق
إن السماحة خلق أصـيل في ديننا الحنيف، والتيسير أصل فيه بنصوص القرآن الكريم والسُّنة النبوية المطهَّرة؛ فالسماحة في الشـريعة الإسلامية منهج رباني، ومبدأ من المبادئ التي أكرم الحق سبحانه وتعالى بها عباده، وأمرهم أن يتعاملوا بها فيما بينهم.
فالدين كله قائم على اليسـر، والفقه في الدين وفي الأحكام مبنيٌّ على التيسير، ولم يقُل أحد على الإطلاق إن الفقه هو التشدد، غير أننا ابتُلِينا في العقود الماضـية القريبة بأناس جنحوا نحو التطرف والتشدد؛ بحيث صاروا يُسوّقون أن من يحسن التشدد هو العالم الرباني، وأن من يفهم الفقه حقَّ الفهم؛ فييسـر للناس أمور دينهم، هو المنافق الذي لا يُستمَع إليه؛ فهؤلاء هم أجهل الناس، وأبعد ما يكونون عن شـرع الله، عَزَّ وجَلَّ، وهم بذلك منفّرون من دين الله صادُّون عنه.
فما قامت – وتقوم به – هذه الجماعات وعناصـرها الضالَّة يصادم صحيح الـشـرع الحنيف ووسطيَّته، ويتطلَّب التعاون في المواجهة الشاملة لتلك الجماعات المنحرفة وأفكارها المتطرفة الشاذة.
ونؤكد أننا في حاجة ماسَّة إلى تحويل قيم السماحة والتيسـير إلى واقع ملموس في حياتنا على المستوى الفردي، والمستوى المجتمعي، والمستوى الوطني، والمستوى الإنساني؛ لنكون بحقّ دعاة لديننا بسلوكنا وأخلاقنا أكثر من تنظيرنا وأقوالنا؛ فلا قيمة لأي تنظير لا تطبيق له على أرض الواقع.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.