نبذة عن كتاب سلطة الحديث في السلفية المعاصرة (قراءة في تأثير الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ومدرسته)
عندما توفي الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في الفاتح من شهر أكتوبر عام 1999 عن عمر ناهز خمسة وثمانين عاماً، دخل الكثيرون في العالم الإسلامي في حداد. لقد كان الألباني واحداً من أعلى الوجوه الدينية مكانة في السلفية المعاصرة إلى جانب المفتي السابق للمملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز بن باز (1912- 1999) والشيخ محمد بن العثيمين (1926- 2001) الذي كان يمثل الرقم الثاني بعد ابن باز في المؤسسة الدينية الرسمية السعودية. واحتفت الجرائد والمجلات والمواقع الإلكترونية السلفية بمن كان يعتبر “محدث العصر”- أو بكلمات أخرى بأكثر العارفين بالحديث في جيله.
هذا الإجماع الظاهري الذي يترجمه التوافق على اختزال الألباني بوصفه العارف اللامع بالحديث، يحجب هنا الطبيعة متعددة الوجوه لهذه الشخصية المهمة والمركبة، تلك الشخصية التي ساهمت بشكل واسع في هيكلة الحقل السلفي منذ سنوات الستينيات. يخفي هذا على وجه الخصوص حقيقة أن الألباني اختبر مسيرة غير عادية على نحو خاص حين انتقل من ابن ساعاتي ألباني ترعرع في دمشق ما كان يملك شيئاً ليتحول إلى واحد من أهم الشخصيات الدينية داخل حركة تهيمن عليها تقليداً “أرستقراطية” دينية محدودة تستمد أصولها من قلب المملكة السعودية في نجد.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.