نبذة عن كتاب رسالة الإغريض وشروحها الثلاث
إذا كانت (رسالة الإغريض) قد شاعت وذاعت وتعددت نسخها على ما وصفنا، فإن تفسيرها كذلك قد ذاع ذكره حتى وصل إلى الأندلس، وتعددت نسخه حتى كان من مصادرنا في تحقيقه- مع نسخة المخطوط- نسختان مصريتان، وردتا ضمن (رسائل أبي العلاء).
أما لماذا كان هذا التفسير، فمن المقرر أن أبا العلاء كان حريصًا على شرح آثاره وإزالة غموضها، تارة في أثنائها، وتارة في كتب مستقلة عنها، حتى لم يكد يدع شيئًا من شعره ونثره دون تفسير. والظاهر أنه كان يحس ميله إلى الغريب، ويحب لكتبه أن يقرأها الجميع، فعمد من أجل ذلك إلى التفسير، كما عمد إليه في بعض كتبه خشية منه للكذب وسوء التأويل، على أن تفسيره في بعض الأحيان كان تلبية لرغبة آخرين من تلاميذه وغيرهم. ولعل تفسير الإغريض أن يكون من هذا النوع الأخير؛ لأن الرسالة- كما أسلفنا- كانت ذائعة الصيت منذ أملاها، فلا يبعد أن يكون بعض المعجبين بها قد طلب منه تفسيرها، وقد يشهد لذلك أنه ترك بعض الغريب، كأنما اكتفى في التفسير بما سئل عنه، ولئن كان هذا الذي تركه قد عنانا في البحث عنه.
وقد جمعنا في هذا المصنف رسالة الإغريض وشروحها الثلاثة، شرح المعريصاحبها، وشرح البكربادي، وأخيرًا شرح الحيدري، وإذا كانت لعدة أسباب قد جمعت بين الشروح- شروح الإغريض- فعلى أي وجه ينبغي أن يكون هذا الجمع؟
أيكون كما في الطبعة الأولى، بذكر أول فقرة من المتن في أعلى الصفحة، وتحتها شرحها للمعري فالبكر بادي فالحيدري، وتحت ذلك التعليق، ثم تذكر الفقرة التالية في أعلى صفحة جديدة، وتحتها شرحها… فتعليقها… وهكذا؟
أم يكون بذكر الفقرة الأولى متلوة بشرحها للثلاثة مع التعليق، ثم الفقرة التالية متلوة بشرحها مع التعليق، عندما انتهى الكلام عن السابقة، في أي موقع من الصفحة، وهكذا؟
أم يكون بذكر ما سبق طبعه بتعليقاته، فشرح البكربادي بتعليقاته، فشرح الحيدري بتعليقاته، كل على حدة؟
الذي أميل إليه- بعد ثلاثين عامًا من الطبعة الأولى- هو ما سبق فيها، أعني الجمع بذكر فقرة من المتن في أعلى الصفحة، وتحتها شرحها للثلاثة مع التعليق، ثم الفقرة التالية من المتن في أعلى صفحة جديدة، وتحتها شرحها فتعليقها، وهكذا.
أبو محمد: السعيد السيد عبادة
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.