نبذة عن كتاب رسائل الأحزان في فلسفة الجمال والحب
فررت منك ومن سواك يا عزيزى مصيف إلى امرأة كالتى جعلت آدم يفر حتى من الجنة ومن الملائكة؛ وقد يكون اتصال رجل بامرأة واحدة كافياً أحياناً، لتكوين عالم كامل يسبح فى فلك وحده. عالم مسحور، فى فلك مسحور، لا يخضع إلا لجاذبية السحر، ولا يعرف إلا تهاويل السحر.
على أنك لم تفقد منى فى هذه السنة إلا بضعة كتب وكلاماً كنا نترسل به، وليس فيه إلا الحبر؛ فسأرد عليك من ذلك كتب سنوات وأعوضك برسائلى كلاماً فيه دمع العين ودم القلب، فقدتنى صديقاً يهز يديك بتحيته، والآن أعود إليك شاعراً يهز قلبك بأنينه. فقدتنى شخصاً وسأرجع إليك كتاباً.
أما أنت فاكتب لى رجع كل رسالة تأتيك من قبلى، واذكر لى موقعها من نفسك، وكيف كان دبيبها أو طيرانها عندك، فإنى راميك بأسهم لا قاصرات عن قلبك تنزل دونه ولا زائدات تمر عليه وتتجاوزه، بل مسددات يقعن فيه.
ومتى انقطع هذا المدد المتلاحق من كتبى، فاجمع الرسائل وقدم لها كلمة بقلمك، ثم اطبعها وسمها (رسائل الأحزان) إنها كانت عواطف ثارت منها شعر وكتابة. فإن نجتمع بعد نظرنا فيها معاً وقرأتها عيناك لقلبى، وإن ارتاح الله برحمته رفت عليها روحى، فأسمع صوتك فى الغيب، يرسل إلى هذه الروح تحية من أنغام قلبها الميت.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.