نبذة عن كتاب رجال وذئاب
قال أنه أبوه ذات يوم: ” لم نعد نملك قرشآ واحدآ.. بعنا البهائم والحمار وأثاث البيت.. لم يبق إلا الأرض التى نزرعها ونأكل من خيراتها.. قد تسألنى لماذا لا نبيعها، أو نبيع جزءآ منها، هذا مستحيل يا عادل.. إنها ميراثك أنت وأخواتك، وهى الشئ الوحيد الذى يجب أن يبقى.. وثلاثة أفدنة ليست بالشئ الكثير.. ذهبت لأقترض مبلغآ من عمك “الحاج بسيونى” لكنه اشترط أن نقعد قرانك على أبنته عزيزة.. وأنت لا تفكر فى الزواج من فلاحة.. عالم بلا رحمة يا ولدى، وانت لم تزل فى السنة الثالثة بكلية الطب.. هل أسرق يا عادل؟ أم أحمل بندقيتى وأقطع الطريق؟ لم يعد لى فى الأمر حيلة.. سمعت أن وزارة الأوقاف تقدم عونى للطلبة المعوزين، لماذا لا تذهب يا ولدى وتحاول”.
كان أمرآ شاقآ بالنسبة لعادل، لكنة فى لحظة يأس وضياع قرر أن يذهب، دخل المبنة الشامخ، كان محرجآ فى أن يسأل، لكنه كان يمضى فى طريقه مصرآ على إكمال الشوط حتى النهاية، وليكن ما يكن.. كان فى دوامة عاتية من الأفكار، والذل يربك خطواته، وأصطدم عند منحنى الممر بإنسان.. هتف: (رشدى.. عادل؟ ما الذى أتى بك إلى هنا؟)، دارت الأرض بعادل، ماتت الكلمات على شفتيه، وكسا الشحوب وجهة الوسيم، لكنه تمالك أعصابة، وقال: (جئت لزيارة قريب موظف هنا.. أنت تعرف عائلتنا منتشرة فى كل مكان.. هذا من حسن حظى .. ماذا؟؟ أنت تعرف الحالة فى هذه الأيام والفقر ليس عيبآ…
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.