نبذة عن كتاب رؤية فلسفية لفنون إسلامية
الفن الحقيقى هو ذلك الفن الذى يزين الحياة، ويكشف عن جوانب الجمال والإبداع فيها، ومن هنا فالتأكيد واجب على أن هناك منفذاً دائم التوقد للمناقشات العقلية والمقارنات الواقعية والتى تؤكد وتنفى، تضيف وتدفع بالتعليقات المفيدة مادام مثل هذه الموضوعات تعنى الكثير للمتأمل الذى يرى جدية الموضوع وأهميته، خاصة حينما يكون طرفاه بمثل هذه الأهمية الخاصة والمتميزة والدقيقة، وتكون وثيقة الصلة بذات الإنسان فى جانبها الروحى والعقلى والعملى بحيث يشكل إلحاق الضرر والنقص بأحدهما أو حتى وضع الحواجز بينهما خطورة واضحة، حينئذ يكون البحث والتناول المخلص جديراً بما يبذل فيه. وما يعطى الموضوع أهمية قصوى أن الفن مثل نشاطاً بارزاً وحيوياً لا يمكن إنكاره فى حياة المسلمين وحضارتهم. فنحن أمام حركة فنية مدهشة استمرت أكثر من ألف عام، ودلت على ذوق رفيع. فمن قبة الصخرة فى القدس والجامع الأموى فى دمشق، إلى جامع القيروان فى تونس، وجامع ابن طولون فى مصر، ومن اختراع تقنية الخزف ذى البريق المعدنى إلى آلاف القطع الخزفية الرائعة والمنحوتات الخشبية والعاجية والمعدنية إلى المخطوطات الحاوية على نماذج بديعة من أنواع الخط العربى وعلى رسومات ملونة قيمة. ومما هو جدير بالذكر أنه إذا كان التراث العربى الإسلامى، الأدبى منه أو الأصولى الفلسفى، قد حفظ نسبياً من الإهمال والإندثار والتدمير، فإن التراث التشكيلى يبدو أكثر تشتتاً وباطنية وإغلاقاً على الذوق العام والخبرة الثقافية اليومية.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.