ديوان رحمة بن راشد الشامسي

نبذة عن كتاب ديوان رحمة بن راشد الشامسي

هذا الديوان ديوان شاعر يُعد من أكثر شعراء النبط إنتاجاً في دولة الإمارات العربية المتحدة في النصف الثاني من القرن الماضي، وفي الوقت نفسه من أقلهم حضوراً على صعيد النشر والظهور الإعلامي.

وقد كانت أسرة الشاعر تحتفظ بديوانه المخطوط، وهو – كما يقول محقق الديوان – قصائد مدوَّن أغلبها بخط الشاعر نفسه، وقد التقى المحقق بمعالي جمعة الماجد، وجرى الاتفاق على أن تخرج هذه القصائد إلى النور في شكل ديوان مطبوع. وقد تحقق ذلك بحمد الله تعالى من خلال التعاون بين أكاديمية الشعر ومركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، فأصدرا الديوان معاً .
وقد بذل المحقق جهداً متميزاً في تحقيق الديوان تحقيقاً علميًّا، فوضع عناوين القصائد، وضبط مفردات القصائد وفق طريقة نطقها محليًّا، وعرَّف تعريفاً مختصراً بالأشخاص الذين ورد ذكرهم في مقدمة القصائد أو أبياتها، وأشار إلى المصادر التي وردت فيها كل قصيدة معتمداً رواية واحدة لكل قصيدة، مع ذكر وزن كل قصيدة، وقد رتب القصائد بحسب ترتيب قوافيها هجائيًّا، وأحسن صنعاً حين أضاف ملاحق في آخر الديوان: أولها القصائد النحوية للشاعر، والثاني قصائد اختُلف في نسبتها إليه، والثالث قصائد وُجهت إليه ولم يُعثر على رد منه عليها، والرابع قصائد تعود لوالد الشاعر، والخامس قصائد مجهولة القائل وردت في الديوان المخطوط الذي كان لدى أسرة الشاعر، والسادس صور عن القصائد المخطوطة، ثم ملحق أخير فيه صور للشاعر.
نبذة عن الشاعر:هو رْحَمة – بسكون الراء وفتح الحاء- ابن راشد بن رْحَمة بن راشد بن جميع الدرويشي الشامسي، ولد في منطقة (الحيرة) التابعة لإمارة الشارقة سنة 1340هـ، والتي توافق سنة 1921 – 1922م. ونشأ في أسرة أدبية، ولم يكن له سوى أخت واحدة.
عاش في الحيرة، وتلقى تعليمه على يد (المطوع) علي بن حمد بن غانم الشامسي، ولم ينظم الشعر مبكراً، على الرغم من أن والده كان شاعراً معروفاً، إلا أن تردده على مجالس الشعر وعلاقته الوطيدة بالشاعر الشيخ صقر بن سلطان القاسمي حاكم الشارقة “1951-1965م” أوقد فيه شعلة الشعر، فنظمه وأبدع فيه.
وكان الشاعر مهتمًّا بتدوين قصائده، إلا أنه لم يسعَ إلى نشرها، وإنما كان يتداولها مع أقاربه وأصدقائه، كالشاعرين راشد الخضر، وحمد بن خليفة أبو شهاب.
توفي رحمه الله تعالى سنة 1983م.من قصائد الديوان:قصيدة في رِثاء شجرة الرولة الشهيرة التي كانت معلماً مهمًّا من معالم الشارقة لسنوات عديدة، قبل أن تقطع، فيقول:
يا عين هِلّي الدمع هَمالْ يُودٍ شرى مزن المخاييلْإبكي ونوحي بارد ظْلالْ واغصان خضر “الروله” تْميلْوالمريحان وشرحة البال والخود غنِّن ليل يا ليلْ
وقال أيضاً:عن الشعر أو قوله اسْليتْ يا غير هَيّ ضبه غَراميغْزيّلٍ من عينه ارمِيت رَمْيَه مصيبه بالعدامِلي فتّت قْليبي تِفَتّيت وادمى لي يروحٍ جِدامِيا ولد “راشد” مول ما ريت مخلوق مثله في الأنامِ
الشعر النحوي:خاض الشاعر على نطاق ضيق تجربة كتابة الشعر النحوي، وهو نمط شعري تعارف الشعراء في الإمارات على تسميته بهذا الاسم، وهذا النوع هو بين الفصيح والنبطي، ولا يمكن اعتباره فصيحاً لعدم اتساقه مع قوانين النحو والصرف، ومثاله قول الشاعر رحمة:
أغلى من التبر واحلى من الشهدِ مشاهد الرسم في خلوتي وحديأنيسي الرسم والذكرى مسامرتي أغالب الشوق والود والوجدِ
والديوان تجربة شعرية مهمة تستحق الدراسة والتوثيق؛ لما تحويه من الأغراض الشعرية، والمساجلات، واللغة الشعرية والبيئة اللغوية، وذكر المكان. فهكذا الشعر الذي كان ولا يزال ديوان العرب.*