“ديجافو.. نمرة تسعة!”


نبذة عن كتاب “ديجافو.. نمرة تسعة!”

“تصور إن أب، يكون كل إللي شاغل فكره هو الناس حتتضايق ولا لأ؟ سألته أنت مش متضايق على بنتك طيب؟ بص لي بأستغراب وقال لي وأنا أزعل ليه؟ حد يطول بنته “تتستر” وتتجوز بدري قبل ما عينيها تفتح ومانعرفش نلمها؟ لما قلت له إني مش باكل من الكلام ده، ولمحت له إني فاهمة إنه مش قطة مغمضة ولا متدين ولا نيلة، أتعصب عليا وقال لي إن الخلاصة إن الدنيا فيها ناس بتتعب وناس بتاخد نتيجة تعبها، وهو تعب في حياته كتير، فلازم ولاده يرتاحوا، ولما البنت تبقى زوجة رئيس جمهورية وفي بلد زي مصر، ده مش يبقى نجاح ومستقبل محترم؟ سألته إذا كان البنت مش من حقها هي إللي تقرر أمتى ومين تنجح معاه ولا ترتبط بيه؟ طبعاً لم أحصل إلا على سخرية وكلام سخيف”. قلت لها مخلصاً، أنها ليست في مكانها الذي تستحقه بهذه الزيجة، أعتذرت مباشرة بعدها لتهوري لكن الوقت كان قد فات. صمتت وهي تنظر إلي في لوم وسخرية، فعرفت أننا سندخل في الأمر الذي أخشاه. قلت أنني نادم على ما حدث، وأنني لا أتصور أن أنا الآن، هو أنا، الذي تركتها تضيع مني. حاولت الأسترسال فمنعتني وذكرتني أنها متزوجة، وأن هذا لا يصح. لم أدر ماذا أضيف فتوقفت عن الكلام، لكنها نظرت إلي فجأة في غضب، وتحجرت نظرتها على وجهي، وبدأت عيناها في الرقرقة. تلفت حولي محرجًا وقد بدأ نحيبها هادئًا وهي تخفي وجهها بمنديل صغير تجفف به سيلًا تدفق بلا إنذار. قالت بعد أن تماسكت أنها لم تفهم حتى الآن كيف يفكر شخص مثلي، وأن ما حدث أنتهى وذهب لحاله، لكن حيرتها بشأني أثرت على ثقتها بنفسها سنينًا طويلة. قصت علي كيف أنها لم تترك العمل مع الشباب منذ غيبوبتي وحتى سنوات قريبة، وكيف كنت ببالها في أي وقفة وأي أعتصام. أرتعدت وهي تذكر لي قصة مصادمات الجامعة وتمزيق الملابس ولزوجة الأيدي المعروقة على جسدها. بكت في حرقة وهي تذكر كيف عنفها أبوها على موقفها وقال لها أنه سوف يزوجها لأول طارق على الباب، لأنه يفضل أن يراها حية ترزق على أن يدفنها بيده في لحد بارد كالذي احتوى أخيها من قبلها. كان “حسام” قد تقدم لخطبتها منذ أسابيع فرفضته، لكنه عاد ليظفر بها وقد أنهارت رغبتها في المواصلة. نظرت إلي في تأثر وهي تشرح لي كيف أنني لم أغب عن بالها برغم الغياب، لكنها لم تعرف كيف تسامحني، ولا كيف تكرهني وتغضب علي. “أنا حسيت إني مافهمتكش، وفضلت طول عمري حتى بعد “أحمد” ما مات وأنا مش فاهمة، أنت عملت كده إزاي، ولا إزاي اللي يعمل اللي عملته معايا ده، هو نفس الشخص اللي ينقذني، ويبقى عايز يضحي بأي حد علشاني يوم المجمع العلمي”!!!
هنا هاجمني الصداع مرة أخرى!!
وجدت نفسي أمسك برأسي في ألم، الصور تتدفق على رأسي في جنون فلا أدري لها تفسيرًا: صورة لسطح بيت الذي أقف عليه، صورة لعيني “هريدي” اللائمتين المذهولتين، صورة “لأكرم” وهو يجادلني في هيئته التي عرفناها عليها منذ سنوات، ثم أخيرًا “عزمي” وهو يستنكر بغضب أنني “حقيقي مش فاكر يوم المجمع العلمي؟” منذ أيام.
سألتني في إشفاق عما بي، فلم أدر إلا وأنا أسألها في ضيق عما تقصد.
جفلت وهي تنظر إلي غير مصدقة، لكنها سألتني عما أذكره بالضبط.
قصصت عليها ما أخبرتك به من قبل، ثم توقفت عند آخرلحظة أتذكرها وقلت لها أن ما تلا ذلك لا أذكر شيئًا عنه، وأن الجميع يذكرونه دون تفاصيل. عضت على شفتيها وقالت في شرود أنه ربما من الأفضل أن يبقى الأمر كذلك، لكنني ألححت عليها أن تتكلم. تحت ضغط مني قالت أن الأمر يلتبس عليها هي نفسها، لكنه أمر بسيط. أصررت أكثر على أن تتكلم، لكن حالتي كانت قد تحسنت فتمنعت ثانية وقد زال قلقها علي، وقالت أن الأمر حدث منذ زمن بعيد، لكنه ترك لها ذكرى جميلة عني، ترجو ألا أفسدها بأسئلتي.”

رمز الكتاب: egb198166-5211339 التصنيفات: , الوسوم: ,

Description

بيانات كتاب “ديجافو.. نمرة تسعة!”

العنوان

“ديجافو.. نمرة تسعة!”

المؤلف

أحمد يوسف شاهين

الناشر

ميريت للنشر والمعلومات

تاريخ النشر

01/01/2013

اللغة

عربي

ردمك

9789773516579

الحجم

17×24

عدد الصفحات

432

الطبعة

1

المجلدات

1

النوع

ورقي غلاف عادي

المراجعات

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يراجع ““ديجافو.. نمرة تسعة!””

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *