نبذة عن كتاب دقة قديمة ” في مديح بيتنا القديم “
لم أفهم معنى البيت إلا بعد رحيل والدي، صار البيت جحميًا أعيش فيه، ضاقت جوانبه الرحبه، وتقلصت أرجاؤه، وضعفت رفوف مكتباته، وضغط سقفه على عقلي وقلب؛ لذا قمت بتكوين بيت يتناسق مع أفكار والدي، حيث الهدوء والراحة وكثير من الشمس وبعض الموسيقى، ومكتبة متناسقة تستطيع أن تستقبلك وترحب بك وتطمئنك في هذه الحياة.
فلم يكن البيت بالاتساع أو الضيق، أو بالغنى والفقر، بل البيت أساسه من يعيشون فيه، وبالتالي يصبح جنة أرضية أو جحيم أبدي، مملكة صغيرة يبنيها الأب ويسيطر علهيا فترة زمنية قصيرة قبل الانقلاب عليه تحت سيطرة الأم وسلطتها، وهكذا تصير البيوت، لديها ملك معلن وملك يحكم ويقود ويوجهه ويطعم ويتفنن في تغير مزاج البيت حسب رغباته، لكن يظل الأب هوالحاكم الفعلي في المراسلات وإسصالات النور ودفع الإيجارات أو العوائد، وفي النداء أيضًا بيت عائلة فلان، أو قد يصير البيت مجموعة بيوت متجاورة لعائلة كبيرة واحدة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.