نبذة عن كتاب جدو. حفيدي/ جوابات
جاء كتاب “يافا الجويلي” و”نجيب الجويلي”، بعنوان: (جدو. حفيدي/ جوابات)؛ ليجيب عن التساؤل المطروح، حول دور الرسائل في كتابة التاريخ الاجتماعي للمجتمعات. تناقش الرسائل سؤال الهوية، الذي يلح، حين يتعرف القارئ إلى أسماء أصحاب الرسائل، وأفكارهم وانتماءاتهم: الأب المصري/ نجيب الجويلي (الكاتب المسرحي والسياسي والمثقف) – الذي يرتبط بزوجة فلسطينية/ “هالة الخفش” (الفنانة والسياسية)-، والابنة/ يافا (الفنانة والمخرجة السينمائية)، والحفيد/ أليكساندر، والابنة رامة، وتتبين إشكالية سؤال الهوية، من خلال أول رسائل الجد إلى حفيده: “ربما لأول مرة وقعت عيني عليك كنت تنام واضعًا يدك تحت رأسك، فأطلقت عليك اسم “الشيخ علي”، وللحق لم يكن لهذا السبب وحده، بل كان ربما نكاية في أبيك الذي أصر على تسميتك “أليكسندر”، وتناقشت معه كثيرًا في أن هذا الاسم يمكن أن يؤخذ على أنه “تمسح” بالغرب، وحتى لن يفيدك في هذا لأنك تدعى “أليكسندر محمد”، واستمرأت ألا أناديك إلاّ “الشيخ علي”، وخصوصًا في وجود أبيك! ولأني طبعًا لا أملك أن أسميك رسمياً فكنت أناديك كما أحب، وأدافع عن “أليكسندر” أمام الناس، بأن أباك له كامل الحق في تسميتك، كما سمينا نحن أبناءنا”، ولا يقتصر سؤال الهوية على الاسم غير العربي، فالرسائل تفيد بأن الحفيد يتعلم اللغة الانجليزية، ولا يعرف اللغة العربية إلاّ كما يعرفها الأجنبي؛ ما يحدث شرخًا بين الطفل وهويته العربية، إذا اعتبرنا أن اللغة هي العنصر الأساس للهوية “أنا لغتي”، وحين يقتنع الوالد بأن الطفل قادر على تعلم أكثر من لغة؛ يغير سياسته: “كايزر بيكلمني عربي، وقال إن الطفل ممكن بتكلم أكثر من لغة”، في رسائل الجد، قبيل الثورة المصرية؛ يشير إلى أحداث الفتنة الطائفية المحزنة في صعيد مصر، وإلى تصاعد التمييز ضد الأقباط، ويكشف تغلغل هذا التمييز في الثقافة الشعبية منذ أيام المماليك، ويربط موضوع التمييز بغياب الديمقراطية، وانتهاك حقوق المواطنين/ات. ويرى أن التمييز والعنصرية لن يتحطما سوى بحصول المواطن على حقه في العدالة والحرية، وفي رسالة الحفيد، بتاريخ: 15 آب 2011؛ يتبين تأثير الثورة على الإحساس بالهوية. تأتي رسالة الحفيد منسجمة مع الثورة المصرية، التي اعتمدت على الشعب البسيط، وليس على بضعة محاربين عظماء: “انت إيه رأيك في الاسكندر البسيط بدل إليكسندر The great؟”، وفي نهاية الرسالة؛ يظهر تأثير الثورة على الحفيد بقوة: “أنا هروح ألم هدومي وأرجع مصر”، كما يعلن عن اعتزازه بهويته العربية: “الشعب يريد إسقاط النظام.. كل النظام.. شفتني بقى وأنا بتكلم عربي؟”.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.