ثياتيتوس أو عن العلم “محاورة لأفلاطون”

نبذة عن كتاب ثياتيتوس أو عن العلم “محاورة لأفلاطون”

يتفق أكثر المؤرخين والشراح على أن محاورة ثياتيتوس، قد كتبت بعد وفاة سقراط بحوالى ثلاثين عاما أى حوالى عام 396 ق. م. وقد سميت المحاورة باسم ثياتيتوس العالم الرياضى الذى ظهر فى هذه المحاورة مع سقراط، أما راوى المحاورة فهو اقليدس الميجارى، أكبر تلاميذ سقراط سنا ومؤسس الفلسفة الميجارية، روى اقليدس هذه المحاورة استجابة لطلب صديقه “تربزيون” الذى كان مشوقا لسماعها، غير أن الفرصة لم تسنح حتى أصيب ثياتيتوس فى معركة حربية، وفى طريقه الى مدينته أثينا مر بميجارا، مكان هذه الرواية. وقد دعا اقليدس غلامه وأمره بأن يقرأ ذلك الحوار الذى كان قد دونه أيام كان يلتقى بسقراط فى مدينة أثينا، واستراح الصديقان ليسمعا القراءة.
أما عن حقيقة هذا الحوار الذى دار بين سقراط وكان آنئذ فى السبعين من عمره وبين ثياتيتوس وكان يافعا لا يزيد سنه على السادسة عشرة، فالمرجع أنه كان من نبت خيال أفلاطون، إذ لا يوجد دليل مؤكد على أن هذه المحادثة تمت فى حياة سقراط. وتكون هذه المحاورة مع محاورة السفسطائى نظرية متكاملة فى المعرفة وهى تلى محاورة بارمنيدس وتسبق محاورة السفسطائى والسياسى، ويلاحظ الاستاذ أوجست دييز مترجم المحاورة من النص اليونانى الى الفرنسية أن أفلاطون نفسه قد قصد أن تقرأ المحاورات على نفس هذا الترتيب، بارمنيدس أولا فثياتيتوس فالسفسطائى فالسياسى.