نبذة عن كتاب ثور الوحش بين النابغة وذي الرمة
إن قضية (الشعر الأموي بين التقليد والتجديد) لم تقل فيها الكلمة الأخيرة بعد، هل كان الشعر الأموي صورة مكبرة من الشعر الجاهلي؟ أي أنه تقليد صرف، أم أن فيه ابتكارًا وتجديدًا؟ وإلى أي مدى كان هذا التجديد؟ إن المعجم الشعري– في سائر فنون الشعر– يكاد يكون واحدًا.. ألم يكن للإسلام أثر في هؤلاء الشعراء؟ أو ليست هناك ثقافة جديدة أتاحت للشعر الأموي أن تكون دائرته أكبر، وفضاؤه أوسع، وعالمه أرحب؟ وإذا كان المعجم الشعري واحدًا، أو يكاد يكون واحدًا، ألا ينبغي على دارس الشعر الأموي أن يقرأه وفق ثقافة الشاعر الجديدة، وبيئته التي اختلفت، وحياته الاجتماعية والسياسية التي تغيرت!! وإذا كان الثور الوحشي عند الجاهلين له مكانة قد تكون منبعثة من معتقداتهم، فإن الثور عند الأمويين الإسلاميين أمره مختلف، فإلى أي مدى كان هذا الاختلاف؟
هذا الكتاب يجيب عن تلك الأسئلة المطروحة وغيرها، ويضع بين أيدينا على الفرق بين الصورة هنا وهناك، حيث يقوم هذا الكتاب على ثلاث قصائد: اثنتان للنابغة الذبياني، وهما الدالية والرائية- المعلقتان-، والثالثة لذي الرمة. استهدف الكتاب إيثار النابغة وذي الرمة، لأن موقف الأول في قصيدته الدالية– وهي اعتذارية– سيصبغ الصورة بألوان ربما لا نجدها عند غيره، كما أن هذه الدالية معلقة، والرائية معلقة كذلك، وللنابغة مكانته المعروفة في الشعر الجاهلي وأثره في شعراء العصر الأموي واضح.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.