ثورة 25 يناير ورحلة إسقاط النظام

نبذة عن كتاب ثورة 25 يناير ورحلة إسقاط النظام

هذا الكتاب ينقسم إلي أربعة أجزاء: الجزء الأول خاص بمجموعة مقالات نشرت في الشهور القليلة التي سبقت الثورة, الجزء الثاني لما حدث بعد الثورة وفترة حكم المجلس العسكري, والجزء الثالث عن فترة حكم مرسي, والجزء الرابع والأخير هو منذ سقوط الإخوان وحتي الآن . كل هذه المقالات نشرت في صحيفة المصري اليوم وقد جمعت كلها بدون حذف كلمة واحدة. فأرجو أن يعطي هذا الكتاب نظرة علي واقع مصر قبل وبعد الثورة حتي الآن من وجهة نظر الكاتب.وفي يوم الثلاثاء 25 يناير كنت مستعدًا للتظاهر فقررت إلغاء مواعيد المرضى في عيادتي. ووفقًا لاتفاقي السابق مع الزملاء والشباب ذهبت في الحادية عشر والنصف إلى شارع 26 يوليو أمام دار القضاء وكان ذلك نصف ساعة قبل الموعد المحدد، وكنت الشخص الوحيد الذي يقف على الرصيف وأصابني الإحباط لأنه كان يبدو أن عدد المتظاهرين سوف يكون قليلًا، وبعد 15 دقيقة رأيت الأستاذ محمد عبد القدوس قادمًا من شارع رمسيس ومعه علم مصر ومكبر الصوت الشهير وعند عبوره شارع 26 يوليو ظهر اثنان من اللواءات بملابسهم الرسمية اتجهوا نحوه قائلين: اتفضل على الرصيف يا أستاذ محمد. وفي غضون نصف ساعة كان الشارع قد امتلأ عن آخره ببضعة آلاف من المتظاهرين وظهر كوردون الشرطة ليغلق شارع 26 يوليو بالعرض من عدة صفوف وعندما زاد عدد المتظاهرين بدأت الجماهير في محاولة فك الكوردون حتى استطاعوا اختراقه وانطلقوا في اتجاه شارع رمسيس متوجهين إلى التحرير وبعد ساعتين تركت مكاني متجهًا إلى نقابة الأطباء في شارع القصر العيني حسب الاتفاق مع الشباب وأثناء سيري شاهدت مظاهرة حول مقر الحزب الوطني على النيل وكان في قيادتها د.عبد الجليل مصطفى.
ووصلت للنقابة ووجدت مجموعة من الشباب من مختلف الاتجاهات وبينهم الأستاذ بلال فضل وعلت الهتافات بسقوط مبارك والعادلي وبعد زيادة الأعداد حاولنا اختراق كوردون الشرطة في شارع القصر العيني ولكننا فشلنا، فقررنا أن نخترق شوارع جاردن سيتي إلى التحرير، وفي التحرير افترش الأرض آلاف الشباب وصدرت الأوامر للكبار بالذهاب لمنازلهم، وكنت قلقًا طوال الليل وفعلًا عرفت أنه قبل الفجر قامت قوات الأمن بتفريق المعتصمين والقبض على القيادات.