تفسير سورة يوسف (عليه السلام)

نبذة عن كتاب تفسير سورة يوسف (عليه السلام)

صحيح أن القرآن الكريم بأكمله يمتاز ببلاغة معجزة وأسلوب فريد في تناوله للقصص التي وردت فيه يصل به إلي القمة في عالم البلاغة والأدب، إنما سورة يوسف “عليه السلام” في هذا وخاصة الشق القصصي بمثابة قمة القمة ورأسها عن جدارة، هذا بشهادة الله عز وجل وفي ذات السورة فهي “أحسن القصص”، ولعل نزداد إلا إيماناً بهذا عندما تقرأها أو نتمعن في أحداثها أو نحلل أجزائها وطريق صياغتها، فكل تفصيلة بها هي معجزة، الحكاية والسرد والحوار والحكم التي روائها كل ذلك وأكثر منه.
وقد تعودنا أن نراها تجتذب إلي رحابها العديدين، فالكل ينهل من رحيقها وهو لاينضب، والأن نرى أحد العاشقين المريدين لها وهو السيد الإمام “محمد رشيد رضا” رحمه الله وقد إنجذب لسحرها، وجعلها ختام أعماله في تفسير القرآن الكريم، فكانت مسك الختام، فها هو يقدم تفسير هذه السورة الكريمة في هذا الكتاب وفي ذات الوقت وبالطبع يعرج علي القصة العذبة التي احتلت القلوب، وهو -المؤلف- في ذلك يتبع أسلوباً جميلاً غير محروماً من البلاغة الصافية المسترسلة، وهو في شرحه وتفسيره يتعرض للغة والمعني والأحداث ملتزماً في ذلك بخطى الأيات آية تلو الأخري، كما رقبها الرحمن سبحانه وتعالي وأنزلها علي رسوله الكريم “صلي الله عليه وسلم”. إنها سورة يوسف الغنية علي الكلام وكذلك تفسيرها.. فكلاهما يدعو قارئه إليه دعا.