نبذة عن كتاب تفسير سورة الأنعام
للتفسير أنواع كثيرة كما ذكرنا؛ فمنها التفسير بالآثار المنقولة عن السلف، والتفسير اللغوي والبياني، والتفسير الإشاري، والتفسير الفقهي، والتفسير العقلي، والتفسير العلمي، والموضوعي. لقد سن لنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) «تفسير القرآن بالقرآن»، فجل ما ورد في صحيح المنقول عنه (صلى الله عليه وسلم) في التفسير كان من نوع «تفسير القرآن بالقرآن» حين تظهر الحاجة إلى التفسير اللفظي. أما التفسير العملي والتطبيقي فسنته وسيرته كلها تفسير للقرآن المجيد، فسنته هي القرآن، وسيرته هي القرآن، وخلقه هو القرآن (صلى الله عليه وسلم). وسائر أنواع التفسير التي ذكرناها تطرح تساؤلًا خطيرًا، هو: أن القرآن المجيد قد وصف بأنه بيان ومبين ونور وميسر للذكر… إلى غير ذلك، مما يدل على وضوحه وعدم حاجته إلى وسيط يقوم ببيانه وتوضيحه، بحيث يفترض أن لا يحتاج هذا النور والكتاب المبين إلى من يفسره ليعرف الآخرون معانيه، والمراد به، فلم يعتن بهذا الوسيط: «التفسير» أيًا كان نوعه؟! ما دامت غاياته في النهاية تقريب معاني القرآن إلى أفهام المخاطبين به الذين يفترض القرآن أنهم مهيؤون للانفعال به والاهتداء بهدايته إذا تلوه حق تلاوته وتدبروه، وتفكروا فيه، وتعقلوا آياته، وتذكروا مضامينه وأهدافه ومقاصده، وأنهم مطالبون باتباعه، وبناء حياتهم وعمرانهم وحضاراتهم وفقًا لما نزل به من هداية..
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.