نبذة عن كتاب تطور علاقة حركات الإسلام السياسي بالبيئتين الإقليمية والدولية
في ضوء المتغيرات والتطورات على الساحة الدولية بعد انتهاء الحرب الباردة وتبلور نظام دولي جديد، وبعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، والتطورات التي تبعتها، وبخاصة “الحرب على الإرهاب”، سلطت الأضواء على ظاهرة الإسلام السياسي والحركات التي تمثله، بكافة أطيافها، وحظيت باهتمام متزايد في تفاعلات السياسات المحلية والإقليمية والدولي.
ومما يمكن ملاحظته أن معظم الدراسات التي ركزت على هذه الظاهرة وتناولتها انطلقت بشكل خاص من رؤى ومواقف القوى الدولية والغربية تجاه الإسلام أو حركات هذه الظاهرة. أما الدراسات المعاصرة لهذه الحركات، والتي تنطلق من رؤيتها هي للمجال الخارجي وللقوى الإقليمية والدولية وسياساتها، فهي نادرة إن لم تكن غير موجودة. ومن هنا تركز هذه الدراسة على بحث وتحليل تطور العلاقة بين هذه الحركات والبيئتين الإقليمية والدولية من خلال رؤيتها وبرامجها وسياساتها منذ أربعينيات القرن الماضي وحتى وقتنا الحاضر.
أما نطاق الدراسة فينحصر في حركات الإسلام السياسي المعاصرة، وتحديداً العربية السنية، والتي تتمثل بشكل رئيسي بحركة الإخوان المسلمين وصيغتها الحزبية، في العالم العربي، وكذلك الحركات التي ارتبطت بها ثم تخلت عن هذا الارتباط كلنها تحمل رؤية قريبة لرؤيتها، كتلك التي قادها حسن الترابي في السودان. وقد تم اختيار حالة الدراسة هذه لاعتبارات عدة: أولها، أنها تشكل التيار الأكبر لظاهرة الإسلام السياسي في الدول العربية، وثانيها، أنها تبنت منذ عدة عقود مسألة المشاركة في العملية السياسية والإجراءات الديمقراطية كالإنتخابات البلدية والبرلمانية في بعض الدول العربية، وأعلنت رفضها للعنف كمنهج للتغيير، وثالثها، اختلافها عن غيرها من الحركات الإسلامية السليمة الأخرى كالطرق الصوفية وجماعة التبليغ وغيرهما، والتي لا تنخرط بالعمل السياسي والإجراءات الديمقراطية ولا تدخل في منافسة مع القوى السياسية المحلية أو الإقليمية أو الدولية.
ويتطلع الباحث إلى أن تكون هذه الدراسة مساهمة في الدراسات المعاصرة المهتمة بظاهرة الإسلام السياسي، مع أنها لن تغني عن مزيد من الدراسات العلمية الموضوعية. وهو يناول رؤية العلاقات الدولية ومكانتها وتطور علاقة تلك الحركات بها من منظور وأدبيات الأخيرة، وليس وفق قناعاته الذاتية بالضرورة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.