تحولات الفكر النقدي في القرن العشرين

نبذة عن كتاب تحولات الفكر النقدي في القرن العشرين

مر الفكر النقدي على مدار القرن العشرين بتحولات كثيرة قد يصعب رصدها جميعًا، بدءًا من تجاوز فكر كل من تين ولانسون، والتحول من خارج النص إلى داخله مع الشكليين الروس، والنقاد الجدد، ومروا بالأسلوبيين وتكثيف الاهتمام بالنص، ثم البنيويين واستبعاد صاحب النص، ثم ما بعد البنيوية والتفكيكية، والظاهراتية، والاستعمارية، والنسوية، والنقد الثقافي، ونقد السود، والنقد النسائي الأسود…. ثم العودة مرة أخرى إلى التاريخية التي كانت قد أهملت من قبل.
هذه التحولات الكثيرة التي مر بها النقد الأدبي في مدة قرن واحد، وهي مدة وجيزة في حساب التاريخ، تعطينا انطباعات متضاربة؛ بين أن تكون مسألة النقد الأدبي مسألة موضات وأهواء، سريعة التغير والتبدل؛ أو أن يكون ثم ثراء كبير في الفكر النقدي، امتاز به هذا القرن عن غيره من القرون… والحقيقة إنها انطباعات لا يمكن حسمها لصالح جهة بعينها.
وفي هذا الكتاب نتتبع أهم الأفكار النقدية التي نرى أنها كانت ذات أثر كبير في تطور الوعي النقدي.. هذا التطور الدائري الذي انطلق من التاريخ وعبر محطات كثيرة ليستقر مرة أخرى في حضن التاريخ؛ مستعيدًا ما سلب منه في كل المحطات التي عبرها، مؤكدًا إنسانية الأدب، وأنه لا يستغني أبدًا عن تلك الروح الرائعة التي ميزته دائمًا، مغلقًا بذلك بابًا واسعًا من أبواب الجمال نحن في أشد الحاجة إليه الآن، في هذا العصر.