نبذة عن كتاب تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة “من روايات الإمام الطبري والمحدثين”
إن منهجي في هذا الكتاب ليس هو الرد على كل الشبهات التي أثيرت حول التاريخ الإسلامي أو نقد جميع الروايات التي لا تنسجم مع تلك المرحلة التاريخية، ولكن منهجي يقوم على بيان الحقائق التاريخية مدعمة بالأدلة من النصوص الصحيحة، وتقديم الروايات التي تتماشى في مضمونها مع معطيات بتلك الفترة، وذلك في إطار المبادئ والمفاهيم والقيم الإسلامية، ومن منطلق دوافع السلوك عند الأفراد والحكام في ذلك العصر، والتي كانت توجهها العقيدة.
وبناء على ذلك انتقيت من تاريخ الإمام الطبري الروايات التي تتماشى مع روح المجتمع في صدر الإسلام، وتنسجم مع بنائه العقدي والحضاري وبالمقابل انتقدت الروايات التي تناقض المسيرة الطبيعية للمجتمع الإسلامي وفق الموازين والمقاييس التي ذكرتها آنفاً، وقد رجعت أحياناً إلى مصادر تاريخية، إما لإكمال الفراغ الذي لا تسده الروايات الواردة عن الإمام الطبري، وإما للاستدلال على بعض القضايا التاريخية، أو للاحتجاج لما رواه من أخبار، واعتمدت بصفة عامة على مرويات المحدثين التي كانت وسيلة للترجيح أو لإماطة النقاب عن كثير من الحقائق التاريخية.
وقد جاءت خطة الموضوع في مقدمة وثلاثة أبواب أما الباب الأول: فقد جعلته مدخلاً للبحث، ويكتسي هذا الباب أهمية خاصة، إذ يضع بين يدي القارئ المنهج الصحيح في نقد الروايات وقبولها، وتتميز صحيحها من ضعيفها في إطار قواعد شرعية وضوابط دقيقة حتى لا تنحرف الدراسات التاريخية عن الخط السليم، فتأتي بآراء وتفسيرات مضادة لسير الأحداث، الباب الثاني: إختص بالحديث عن الفتنة الأولى الواقعة في خلافة عثمان رضي الله عنه، الباب الثالث: عن الفتنة الثانية، ثم أخيراً الخاتمة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.