تجارب الأمم وتعاقب الهمم – ابن مسكويه


نبذة عن كتاب تجارب الأمم وتعاقب الهمم – ابن مسكويه

إن الكتابة التاريخية بشكل عام ليست نشاطاً فكرياً محايداً، على الرغم من الشروط التي حددها علماء الاجتماع والتاريخ لتكون الكتابة التاريخية علماً قائماً بذاته.
وإذا كان المؤرخ لا يستطيع أن يتجرد من أهوائه السياسية وارتباطه ذاتياً أو موضوعياً بأحد أطراف الصراع، باعتبار أن التاريخ بشكل أساسي هو تاريخ الصراعات، فكيف بصاحب القراءة (التاريخية-السياسية-الاجتماعية) الذي يجد مادته الأساسية في نصوص التاريخ الموضوعة، وكذلك كيف بالمؤرخ الذي يكتب ما يراه ويتفاعل معه شخصياً ويعايشه، بالإضافة إلى ارتباطه شخصياً بأبطال تاريخه.
والواقعة التاريخية إن كانت قائدة بذاتها موضوعياً، فإنها في المتناول تلك الصورة التي يقدمها ذهن ما لتلك الواقعة، أو بتعبير آخر: ليست هناك واقعة تاريخية، بل هناك وهي ما لتلك الواقعة، وهذا الوعي متعدد بتعدد القائمين به. وهكذا فإننا بانتقالنا التدريجي من التاريخ البحت، إلى التاريخ السياسي، إلى الاجتماع السياسي، إلى القراءة والكتابة السياسية الاجتماعية، نبتعد بشكل واضح عن “الحياد العلمي” لندخل في دائرة الرأي”، و”وجهة النظر”.
وهذه المقدمات تنطبق بشكل واضح على الكتاب الذي بين أيدينا “تجارب الأمم” لأبي علي مسكويه، والذي يتناول فيه أخبار ملوك الفرس السابقين على الإسلام والحوادث التي جرت في عصر النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين ثم خلافة الإمام الحسين بن علي رضي الله عنه. وقد هدف من كتابه هذا تقديم العبرة والموعظة التي يمكن أن يستفيد منها الناس في حياتهم الفردية والاجتماعية.. وقد تناول الأحداث بطريقة ناقدة فلم يورد إلا الأحداث ذات القيمة والأهمية.
ولقد صرح مسكويه في بداية ذكر حوادث سنة 340هـ، حيث قال: “أكثر ما أحكيه بعد هذه السنة (أي سنة 340هـ) فهو مشاهدة وعيان، أو خبر محصل، يجري عندي خبره مجرى ما عاينته، وذلك من مثل الأستاذ الرئيس أبي الفضل محمد بن الحسين بن العميد رضي الله عنه، خبرني عن هذه الواقعة وغيرها بما دبره، وما اتفق له فيها، فلم يكن إخباره لي دون مشاهدتي في الثقة به، والسكون إلى صدقه، ومثل أبي محمد المهبلي خبرني بأكثر ما جرى في أيامه، وذلك بطول الصحبة وكثرة المجالسة، وحدثني كثير من المشايخ في عصرهما بما يستفاد منه تجربة. وأنا أذكر جميع ما يحضرني ذكره منه وما شاهدته وجربته بنفسي، فأحكيه أيضاً بمشيئة الله تعالى”.
وهذا الكتاب “تجارب الأمم” ينشر للمرة الأولى بكامل نصه، في هذه الطبعة حيث تم الاعتماد في إعداده على النسخة الإيرانية الصادرة عن “دار سروش للطباعة والنشر” طهران 1366هـ/1987م. وهذه الطبعة صدرت في مجلدين فقط وهي تشمل بدء الكتاب أي من مقدمة المؤلف حتى حوادث سنة 103هـ، وكذلك تم اعتماد الطبعة المصرية الصادرة عن دار الكتاب الإسلامي، القاهرة، وهذه الطبعة صدرت في ثلاثة مجلدات، وهي تبدأ بذكر حوادث سنة 295هـ، حتى حوادث سنة 369هـ وهو آخر ما كتبه أبو علي مسكويه، وأضيف إليه “ذيل تجارب الأمم” لظهير الدين أبي شجاع محمد بن الحسين بن عبد الله بن إبراهيم الروذراوري. وهذا الذيل يشمل حوادث سنة 369هـ، حتى حوادث سنة 389هـ. وأضيف كذلك إليهما قطعة من تاريخ أبي الحسين هلال بن المحسن بن إبراهيم الصابي الكاتب. وهذه القطعة تحتوي على حوادث خمس سنين أولها سنة 389هـ، وآخرها سنة 393هـ.

Description

بيانات كتاب تجارب الأمم وتعاقب الهمم – ابن مسكويه

العنوان

تجارب الأمم وتعاقب الهمم – ابن مسكويه

المؤلف

خليل الشيخ

الناشر

دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي, مركز أبوظبي للغة العربية

تاريخ النشر

22/04/2015

اللغة

عربي

ردمك

9789948173625

الحجم

16×11

الطبعة

1

المجلدات

1

النوع

كتاب إلكتروني

السلسلة

عيون النثر العربي القديم

المراجعات

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يراجع “تجارب الأمم وتعاقب الهمم – ابن مسكويه”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *