نبذة عن كتاب تاريخ الفنون الإسلامية
مع بزوغ شمس الإسلام في شبه الجزيرة العربية، وانتشار دفئها على العالم المعروف حينذاك، انبعثت حضارة، هي مزيج من حضارات الشعوب والأمم التي انضوت تحت لوائها، فانصهرت مشكّلةً حلقة ضمن سلسلة فكر إنساني متصل، وأخذت شخصية جديدة تتشكل؛ فكانت الفنون الإسلامية نتاج من نتاجات هذا الانصهار حيث شكلت عناصر حضارية متميزة وقد طبعها الإسلام بطابعه وفلسفته ورؤاه.
ولأهمية هذه الفنون الإسلامية، ولتأثيرها على تاريخ الفن بصورة عامة حيث شكلت معلماً إبداعياً بارزاً في مسيرة تاريخ الفن عموماً، وإسهاماً في إبراز ما في التراث من إبداعات فنية، عمد الباحث إلى هذه الدراسة “تاريخ الفنون الإسلامية”. حيث قام بتتبع تاريخ هذه الفنون بأسلوب علمي مبيناً مراحل تطوره، حيث لم يترك عصراً إلا دخله بهدف إبراز سمات الفنون الإسلامية التي واكبته، فانتظم هذا الكتاب بتمهيد تاريخي ثم فصول أربعة تتناول الفنون في العصور الإسلامية تبدأ بالأموي وتنتهي بالأيوبي والمملوكي، مروراً بالعصرين العباسي والفاطمي، وقد اختار الباحث الفنون في مصر نموذجاً استرشد به، ذلك لأنها، ومنذ أن فتحها العرب، تمثل بصورة رائعة سلسلة تامة الحلقات لتطوّر الفنون الإسلامية، في وقت غاب عن غيرها من المدن. وعلى الرغم من وفرة الآثار الإسلامية بها؛ إلا أن بعض القرون لم تكن ممثلة بها على الإطلاق.
إلى جانب ذلك، ركّز الباحث في دراسته هذه على الفنون الإسلامية الزخرفية، دون إهمال للعمارة، التي أشار إليها بعجالة في كل عصر على حدة، متناولاً المنشآت الصامدة بوجه الزمن، وتلك التي عبثت بها يده. لقد بينت هذه الدراسة، بأن الفنون الإسلامية، على الرغم من تنوعها، كانت نتاج إنساني آمن بالله الواحد، وتشرّب ثقافة نتجت عن هجين ثقافات تلاحقت ثم اكتسبت لبوسها الإسلامي بعد تشذيبها، فارتبطت الصيغ الفنية الإسلامية بالمفهوم العقائدي، وهكذا تشكلت شخصية الفنون الإسلامية، التي ترعرعت في المساجد ثم انتشرت في القصور والمساجد. وتجدر الإشارة إلى فضل الباحث في استقصاء المعلومات التي أوردها بهذه الدراسة الممتعة من المصادر الأصلية والمراجع المختصة في اللغة العربية واللغات الأجنبية.
ولم تقتصر مراجعه على الكتالوجات والدوريات الرسمية المتخصصة في الفنون التطبيقية والزخرفية التي أصدرتها الجامعات والمتاحف في البلاد العربية والأجنبية فحسب بل تعدى ذلك إلى دراسة هذه المباحث في الدوريات المجلات المختصة بالآثار والفنون في جميع البلاد، ولجميع اللغات العربية والأجنبية، وتلك الدوريات الرسمية للجامعات والمتاحف والمجلات الشهرية ونصف السنوية والسنوية.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.