نبذة عن كتاب بوح الذات المعتلة
محاكاة المشاعر والأحاسيس ووقعها على النفس هي أصعب تمثيل يمكن للمرء التعبير عنه، الحروف في حضرة الشجون تمارس غواية المواربة والاختفاء، تتملص بمكرٍ حتى لا تتورط في التدوين، والتدوين هو يقظة الذاكرة إذا صقلت المهارة. التعقيد هو السِّمة الإنسانية البارزة، ليس فقط في السلوكيات والانفعالات والأفعال وردودها، وإنما كذلك في محاولة فهمها واستيعابها، والأكثر تعقيداً هو محاولة ترجمتها على ورق يرفض باستماتة هزم بياض صفحاته. لا نعلم من أين يأتي الخذلان، هل من محيطنا أو من دواخلنا المعتمة؟ أو من تحالف غير معلن ما بين هشاشة المشاعر وتعاظم الثقة؟ لكن الأكيد أنه ناتج عن فراغ شاسع وغير مفهوم في العلاقات الإنسانية. من خلال هذا المتن الذي يندرج ضمن أدب التأمل الذاتي، نحاول تشريح المعاناة الإنسانية الناتجة عن الخذلان، وتصوير المشاعر المتناقضة، والأحاسيس المتضاربة، من خلال الغوص في خبايا الذات المعتلة، وانعكاس ذلك على الواقع، ورصد مفارقاته المثيرة، اجتماعياً واقتصادياً وأخلاقياً، علَّنا بذلك نفتح نقاشاً لجراح إنسانية ترفض الاندمال.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.